أنوار رمضانية… رمضان والانتصار على السلبية واللامبالاة

أنوار رمضانية… رمضان والانتصار على السلبية واللامبالاة

الصيام ميدان رحب لتحقيق كل مظاهر الجديَّة والإيجابية لدى المؤمن، من خلال مضاعفة أجر الطاعات، وفتح أبوابها على مصراعيها، وترغيبه فيها من طرف مولاه، بأنْ صفَّد له الشياطين، وأكرمه بجملة من التكريمات: رحمة، ومغفرة، وعتق من النار، وفرحتين، وباب الريان، وخلوف فمه كريح المسك وغيرها. فالصيامُ ينمِّي روحَ الإيجابية والفعالية والشعور بالمسؤولية، فيتعلم فيه الفرد فنَّ الانتصار على السلبية واللاَّمبالاة وتبلُّد الشعور بالتبعة، والتفريط في القيام بالواجب، ويَحدث ببركات الصيام وفضله وأجوائه نقلاتٌ نوعية في الانتقال بنفسه إلى مراتب العاملين العابدين المتحركين النشطين، فيستشعر طعم الإيجابيَّة ويتعوَّد ويتدرب عليها، فيصاحبه ذلك حتى بعد رمضان، فيتخلص إلى غير رجعة إن شاء الله من كلِّ صفات القعود والانعزالية والانسحابية وانسداد شهية العمل والحركة، فيغرس فيه الصوم كلَّ عوامل الجدية؛ ليصبحَ عنصرًا فعالاً نافعًا مؤثرًا صانعًا للحياة من حوله.

 

رمضان والانتصار على اليأس والإحباط

 

فمن لم يستطع أن يتجاوز روح اليأس والإحباط، وينتصر عليها في رمضان، فهو فيما سواه أعجز؛ لأنَّ ما يوفره الشهر من أجواء إيمانيَّة، وفرص ربَّانية وشفافية رُوحية، تساعد المؤمن الصائم، وتدفعه دفعًا إلى الأمل والتفاؤل، وتكون سندًا قويًّا له على التعافي من كل مظاهر اليأس والإحباط، التي تكون قد لازمته قبل رمضان. وبما أنَّ من صفات شهر الصيام أنه شهر الانتصارات، فإنه يتنافى وكل عوامل اليأس والإحباط، وما تحققت هذه الانتصارات للأمَّة على مدار تاريخها كله، إلا لَمَّا تَخلَّصت من الروح اليائسة المحبطة المستسلمة للواقع، فإذا أردت أن تحقق الانتصارات التي ذكرناها، فما عليه إلا أنْ يتحرر من شرانق الإحباط، التي حبس نفسه فيها؛ ليرى أنوار الأمل المشرقة البراقة من حوله تملأ الدُّنيا ببركات ونفحات هذا الشهر الفضيل.