إذا علمت أنَّ الدنيا ظلٌّ زائل، وحولٌ حائل، وعارية مسترْجَعة، وأنَّ هذه الأيَّام ما هي إلَّا خزائن للأعمال؛ فمَن أودعها خيرًا وجده، ومَن أوْدعها شرًّا حصده: “يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ” آل عمران: 30. وقال تعالى: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ” الزلزلة: 7، 8. وعن عثمان بن عفَّان رضِي الله عنْه؛ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم قال: “ليْس لابْنِ آدم حقٌّ في سوى هذه الخصال: بيت يسْكنه، وثوبٌ يُواري به عورتَه، وجِلْفُ الخبز والماء”؛ أخرجه الترمذي، وعن عبد الله بن مسعود رضِي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم: “أيُّكم مالُ وارثِه أحبُّ إليْه من مالِه؟” قالوا: يا رسول الله، ما منَّا أحدٌ إلَّا مالُه أحبُّ إليْه، قال: “فإنَّ ماله ما قدَّم ومال وارثِه ما أخَّر” أخرجه البخاري. وعن أبِي هُريرة رضِي الله عنْه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم: “يقول العبد: مالي مالي، إنَّما له من مالِه ثلاث: ما أكل فأفْنَى، أو لبِس فأبلى، أو أعطى فاقتَنَى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركُه للنَّاس” أخرجه مسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنْه قال: قال رسول الله صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم: “الأخلَّاء ثلاثة: فأمَّا خليل فيقول: أنا معَك حتَّى تأْتي قبرَك، وأمَّا خليلٌ فيقول: لك ما أعطيْتَ، وما أمسكْتَ فليس لك، فذلك مالك، وأمَّا خليل فيقول: أنا معك حيثُ دخلْتَ، وحيث خرجتَ، فذلك عملُه، فيقول: لقد كنتَ مِن أهْونِ الثَّلاثة عليَّ” أخرجه الحاكم. وعنْه أيضًا؛ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم قال: “يتبع المؤمنَ بَعد موتِه ثلاثة: أهْله وماله وعمله، فيرجع اثْنان ويبقى واحد؛ يرجع أهلُه وماله ويبقى عمله” متَّفق عليه.
موقع إسلام أون لاين