أتراجع لا حظّ لي في الطريق ولا رغبة
سأعود إلى البدءِ
هل تفهمين إذا قلت إنّي سأمضي إلى أوّل السطرِ
سوف ـ إذن ـ أتراجع عن خطوتي
عن كلامي الذي قلتهُ، والذي لم أقلهُ
عن الصمت أيضا
أعيد الحروف إلى حبرها
وأعود إلى حجرتي داخل الكهفِ
أخرج من كيمياء القوانين نقطة ماءٍ
هباء يحطّ على فيزياء التناسب والفاي
أخرج مثل الفوتونات من عتمة الضوء أعمى
أجسّ الطريق بسمعي ولا أتعثّرُ
لا أتعثّرُ
أمضي إلى وحدتي
وأصير أنا شبحي المتراجعَ
أحمل جمجمتي وأطوف بها الركحَ
أخرج من عقدة المسرحيّة منهزما
فأكون تماما كما لا أكونُ
(كأنّني الشبح الخرافيّ الذي يأتي ويذهبُ
ثم يأتي، ثمّ يذهبُ
ثمّ يأتي مرّة أخرى
ثلاثتنا سننتظر الصباحَ
أنا وأنت وفحمة الليل الصقيل كقطعة الأبنوسِ
ننتظر الصباح فقط لنهمس دونما خجلٍ
(صباح الخير)
هل تكفي (صباح الخيرِ) نافذة ليوم صاخب بقوافل الضحكاتِ
أم سنزمّها ملحا على الشفتينِ)
ها أنا الآن أبتعدُ
الليل مثلي
ومثلي السحاب الذي يتحرّك فوق بساط السماء
أسير إلى خيمة في الجنوب البعيدِ
إلى شاطئ أهملته المراكب أقصى الشمالِ
إلى حكمة كمياه البحيرة في الشرقِ
أمضي إلى الغرب فردا
كبحّارة صافحوا الأطلسيّ
أنا الآن في قمقم القاعِ
كيف أراك بكل الجهاتْ؟