أنت قدوة

أنت قدوة

القدوة الحسنة بتوفيق الله، له تأثيرٌ قوي وعميق، يفوق في كثير من الأحيانِ تأثيرَ المواعظ البليغة، والكلمات القوية.. القدوة الحسنة: داعيةٌ صامت يتعلم منه الناس بِعُيُونِهِمْ أكثر مما يتعلمونه بآذَانِهِمْ، القدوة الحسنة: نموذجٌ حي، وكتابٌ مفتوحٌ يقرأه الأمي قبل المتعلم، فيجد فيه قيمَ الإسلام سهلةً واضحة، ويرى فيه الأخلاق الحسنة حيةً مجسدة..

القدوة الحسنة: هو الذي إذا رأيته حسبته يَخشى الله, من انضباطه في عبادته، وحرصه على مرضاة ربه، وخوفه منه وورعه، وحُسن خلقه واستقامته, تراه مفتاحًا للخير مِغلاقًا للشر، أعمالُه الحسنة أعلى صوتًا من كلماته، وعطر أخلاقه يفوح منه في كل مكان يتواجد فيه..

القدوة الحسنة: برهانُ صدقٍ، ودليلُ حقٍّ، أنَّ من يطبق الدين تطبيقًا صحيحًا، فسيحيى حياةً طيبة، ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ” النحل:97.

القدوة الحسنة: داعيةٌ موفقٌ دؤوب، لا يتوقف عن الدعوة أبدًا، فهو يدعو في كل مكان يوجد فيه، وميدانه رحبٌ عام، يشمل مجالات الحياة كلها..

ولا شك أن القُدُوَات الصَّالِحَةِ تُوَازِي الجُيُوْشَ الفَاتِحَة، إن لم تكن أقوى منها، فَقَدْ دَخَلَتْ دُوَلُ كثيرة وأممٌ كاملةٌ في الإِسْلام على يَدِ تجارٍ صالحين، كانوا قدوةً حسنةً لكل من يتعامل معهم..

ولنتأمَّل جيدًا قول الحقِّ جل وعلا: ” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ” فصلت:33، ليتضحَ لنا أنه لا أحدَ أحسنُ من الداعي إلى الله تعالى قولًا، ولا أزكى منه عملًا، ولا أنبلُ منه غايةً، ولا أشرفُ مقصِدًا؛ ذلك لأنه أخذَ بأعظم أسبابِ الفلاحِ والخيريةِ في الدنيا والآخرة؛ كما قال الله تعالى ” وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” آل عمران:104، وفي البخاري ومسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ: “وَاللهِ لَأَنْ يُهْدَيَ بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ”.

موقع إسلام أون لاين