إن الأطفال المصابين بحالات الشلل الدماغي الشديد وغيرها من الإعاقات النمائية (التكوينية) العصبية المزمنة غالبا ما يكون لديهم مشكلات إطعام خطيرة نتيجة خلل وظيفي في البلع، إضافة إلى عدم القدرة على الحركة. وهذا كثيرا ما يؤدي إلى اختناق متكرر بسبب تسرب الطعام إلى مجرى التنفس، منتهيا بسوء تغذية مزمن، وفشل النمو الجسمي.
وسائل تغذية حديثة
وعليه، فإن الاستعانة بأساليب علمية أخرى لتغذية هذه الفئة من المرضى بطريقة سليمة وآمنة هي أنسب الحلول وأفضلها لنموهم ووقايتهم من مضاعفات مرضية خطيرة، ومن هذه الأساليب استخدام أنبوب التغذية “الأنف معدي” ، أو اللجوء إلى التغذية عن طريق استحداث فتحة بالمعدة تكون بديلا مفضلا عن التغذية بواسطة الأنبوب “الأنف معدي” على المدى البعيد ووسيلة ناجحة لتخفيف الضيق والإحباط عن المرضى وذويهم المرتبطين بتغذية هؤلاء المرضى، ويوضح الأطباء أن استحداث هذه الفتحة في الوقت الحالي أصبح يتم عن طريق المنظار ويستخدم على نطاق واسع.
وأضاف أن أحدث الدراسات الطبية تثبت وتوثق التأثير الإيجابي للتغذية باستخدام فتحة المعدة المستحدثة بالمنظار عن طريق الجلد على نمو الأطفال ذوي الإعاقة العصبية، وعلى نوعية الحياة التي يعيشونها هم وأسرهم. وقد وجد أيضا أن نسبة تعرض هؤلاء الأطفال للتقيؤ والتهابات الصدر المتكررة انخفضت وتحسنت أوضاعهم التغذوية العامة.
أسباب ممانعة الوالدين
هناك مشكلة كثيرا ما تواجه آباء الأطفال المعاقين عصبيا عند اتخاذ قرار الموافقة على خضوع أطفالهم لوضع أنبوب المعدة للتغذية، فمنهم من يرفض الفكرة بتاتا ومنهم من يجد صعوبات في اتخاذ القرار في الوقت المناسب ويتأخر كثيرا مما يؤدي إلى ظهور المضاعفات الصحية على الطفل.
المتخصصون في الرعاية الصحية وأساتذة طب الأطفال وأعصاب الأطفال قاموا بدراسة مواقف وانطباعات آباء الأطفال ذوي الإعاقة النمائية العصبية تجاه وضع أنبوب المعدة واستطاعوا تحديد العوامل المرتبطة بهذه المواقف السلبية، كما توصلوا إلى تحديد الانطباعات بعد وضع الأنبوب وتمكن فريق البحث العلمي من دراسة انطباعات أهالي الأطفال المصابين بالإعاقات العصبية المزمنة بخصوص عملية تركيب أنبوب التغذية عن طريق المنظار واستخدامه في التغذية. وقد تم إدراج ثلاثين عائلة بطريقة مرجعية من خلال مراجعات وحدة المناظير وتم إعداد استبيان متضمن 25 سؤالا لتقييم انطباعات وخبرة الوالدين بخصوص عملية تركيب واستخدام أنبوب التغذية عن طريق المنظار.
وتراوحت أعمار الأطفال المدرجين بين 3 – 19 سنة (معدل 10.2) وكان معظمهم (77%) يعانون من شلل دماغي شديد. وقد تمت عملية تركيب أنبوب التغذية عن طريق المنظار منذ 2 – 144 شهرا (معدل 39) قبل بدء هذه الدراسة.
نتائج هذه الدراسة
43 % فقط من الوالدين ذكروا أن لديهم معلومات كافية عن العملية، وذكر معظمهم (73%) أنه كان لديهم تحفظات وتخوف من العملية نتج عنها تأخير في إجرائها.
وبعد إجراء العملية وجد معظمهم (67 %) أن الخبرة كانت أفضل مما توقعوا وقد ارتبط ذلك بنسبة معلوماتهم السابقة عن العملية. وقد أحس معظم الوالدين (80 %) بالندم على عدم اجراء هذه العملية في وقت مبكر مما ارتبط أيضا بنسبة معلوماتهم السابقة عن العملية.
واستنتج فريق البحث من هذه الدراسة أن معظم أهالي الأطفال لم يتم إعلامهم وتثقيفهم جيدا عن عملية تركيب أنبوب التغذية عن طريق المنظار، وأن معظمهم اعتبروا أن خبرتهم كانت أفضل مما توقعوا، وبالتالي ندموا على عدم اجراء هذه العملية منذ وقت مبكر.
ق. م