هي شاعرة من مدينة فرجيوة بولاية ميلة، دافعها الوحيد في الإبداع أحاسيسها الصادقة كزوجة وأم وتجربتها في الحياة كإنسانة.. شاركت في معرض الكتاب الدولي بديوانها الأول، والتقت بها يومية “الموعد اليومي” فكان لها معها هذا الحوار…
– في البداية من هي عزيزة مكرود؟
* عزيزة مكرود شاعرة حديثة في الميدان الأدبي، فرغم أنني كتبت الشعر منذ الصغر ولكن لم تتح لي الفرصة في إبراز موهبتي الشعرية من قبل، فديواني “نبضات امرأة” أول مؤلفاتي وهو صادر عن دار النشر “دار الأوطان” للأديب الجزائري الكبير الطاهر يحياوي الذي أشكره على التجاوب الطيب، وكان لي الشرف أن شاركت بديواني هذا في معرض الكتاب الدولي والشرف الأعظم أنني وككل المشاركين اكتسبنا خبرة من خلال الاحتكاك المباشر مع أهل الأدب من كتاب، شعراء وناشرين،
كما كان هذا المعرض نافذة فتحت لنا أبوابا على العالم أجمع.
– هل اكتسبت عزيزة اهتمامها بالشعر والأدب عن دعامة أكاديمية أم انطلاقا من موهبة؟
* بصراحة أنا لست أكاديمية ولا متخصصة في الأدب وموهبتي هذه بالفطرة، فأنا أدوّن ما أحس به من مشاعر وأمور خاصة واجتماعية أراها تحز في نفسي فأخطها على وريقات لا أكثر، غير أنه بعد مرور سنوات تراكمت رفوفي بهذه الكتابات وبما أني وجدت أذنا صاغية واهتماما من طرف بعض الإخوة والأخوات المهتمين بهذا المجال قمت بنشر هذا الديوان، ولقد حظي هذا الإصدار بصدى كبير والحمد لله.
– “نبضات امرأة”، هل هي نبضاتك الشخصية أم نبضات المرأة الشاعرة أم أنها نبضات المرأة بصفة عامة؟
* هي نبضاتي الخاصة ووجهة نظري في أمور وقضايا اجتماعية عايشتها وتعايشت معها شخصيا أو مر بها غيري في الحياة العامة، فأكتب عنها ليستفيد منها الجميع.
– كيف كان أثر الشعر وعاداتك كشاعرة على زوجك؟
* صحيح ربما قد يتعبه الأمر بعض الشيء، خاصة وأنني أقضي تقريبا ثلث الليل في الكتابة وهو وقتي المفضل لذلك، حيث أكون منشغلة طيلة النهار بأمور الحياة العادية والمختلفة، ولكن زوجي شجعني على المضي في هذه التجربة وطباعة ديواني وساندني في كل خطوة.
– كيف تقيمين واقع المرأة الجزائرية والعربية؟
* لو نخرج من دوامة الصراع بين الرجل والمرأة ونعلم جميعا أن هذه الحياة لن تكون إلا بالاثنين على السواء لقوله تعالى “وجعل بينكم مودة ورحمة” صدق الله العظيم.
– إلى من تقرأ عزيزة؟
* بصراحة أنا لا أملك الوقت الكافي للمطالعة وقراءة الكتب، ولكنني أفضل ما هو مستمد من الواقع، فكثيرا ما نضيع في متاهات الخيال ويبقى الواقع دائما أحلى، ذلك أنه نابع من أعماقنا الانسانية.
– هل تنظرين إلى واقعيتك وطريقتك في الكتابة على أنها نوع أدبي جديد؟
* هذا ما باح لي به الأخ الناشر المصري، إذ قال لي هذا نمط أدبي جديد وأنا أشجعك على الاستمرارية فيه.
– ما هي نظرتك لنجاح امرأة جزائرية على الصعيد العربي مثل أحلام مستغانمي؟
* طبعا من لا يعرف أحلام مستغانمي فهي ممثلتنا في العالم العربي وبكل جدارة ونعتبرها تحفيزا لنا، وكما يقال، مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.
– هل تمتاز ولاية ميلة بأسماء أدبية؟
* نعم لميلة وكباقي ولايات الوطن الكثير من الشعراء والأدباء، منهم الروائية زكية علال، وهي قريبة إلى نفسي وشجعتني كثيرا وكنت ضيفتها في برنامجها “أقلام على الطريق”، كذا الأخت زينة بورويسة وغيرهما والكثيرون هم الذين لم تتح لهم الفرصة لإبراز مواهبهم بعد.
– بماذا تنصحين المبدعين الجدد؟
* ألا يترددوا ويبادروا في إظهار مواهبهم أينما أتيحت لهم الفرصة لذلك.
– ما هو أثر الشعر على حياتك الزوجية؟
* بدون مبالغة، أعتبر من بين المحظوظات في هذه الحياة، ذلك أن زوجي انسان متفهم وعطوف وهو محفزي الأول والأساسي في مشواري هذا، ولا أنكر أنني حينما قرأت على مسامعه مرة قصيدة صرخة وأمل التي تعالج واقع الأم العربية أدمعت عيناه يومها وقال لي ماذا تفعلين؟! والله لن أحول دونك ودون ما تطمحين إليه وسأكون دائما بجانبك ولن أسمح لمثل هذه الأحاسيس أن تدفن بين هذه الرفوف وأنا أم فخورة وسعيدة بأبنائي الذين منحوني المزيد من الطاقة في جو عائلي متين، وخلاصة للقول أنا انسانة مكافحة، قنوعة، فسعيدة بحمد المولى وشكره.