تهتز دواخلي
لما أرى الأشياء العميقة
لما أسقي كلبا متشردا جرعة ماء
وهو يسألني
هل طال بك العمر مثلي..
هل لبسك الحزن مثلي…
وأنا بكفي أمسك ذهني الشارد
وحزن يطبق عليّ يجتاحني
أسأل المرايا الباردة
أحاول الولوج إلى واقع يوازي واقعي
هناك كل الأشياء تتكلم
كل الأشياء تفهمني
المرايا لا تكذب
إنه عالم يراني وأراه
أشكله كما أشاء وبحقيقتي يشكلني
هناك أشعر بذاتي
لذلك أتجول دون رفقة
لأستمع لتلك الأوراق المتساقطة
لكن هناك أنفاس تتبعني
رحلة أصغي فيها للصمت
أشعر أنني طائر صغير
أستلقي على الهواء
والغيمات تلفني
هناك الكل ينتظر
كل الأشياء وديعة بديعة
تجتمع في صمت
بالصمت تكلمني
هناك ألهو بالنسمات
وتارة أشربها
هناك أتحول إلى شاعر
أغزل قصيدتي والقصيدة تغازلني
هناك أعرف أنني لست من الأشياء
ولا بصنم أبكم
أنا انسان….انا انسان
هربت من واقع لا أحد فيه يفهمني