أميرتي الغائبة

أميرتي الغائبة

الليل لا يقلق، بل نحن نقلقه نتسبب له بصداع، فالليل لنرتاح فيه ونستكن إليه هو غطاء.. لكننا نصنع فيه ضجة أكبر من ضجيج النهار… وعلاما يا ترى.. كل هذه الضجة التي نقتل بها سكون الليل… ولأن الليل رأسه تصدع يحدث معنا كزلزال من المشاعر … هذا كله لنتهم الليل بأنه جلاد .. و سفاح بارع .. إنه جزار يقطع أنفاسنا تقطيعا … نلقي عليه جميع التهم وكأنه حقا كما قلنا عليه .. نكاد أن نجزم بأنه المذنب الوحيد و نحن الأبرياء و نحن الضحايا.

نعم الحب لا يقتل … لكنه يُميت الروح التي تسكن جسد العاشق . يعيش حياته كلها معذبا وكأنه مدفون ينتظر فقط يوم الحشر …

لكن أيضا الحب بريء … ولا نجرؤ على قول إن القدر مذنب .. فشريعتنا الإيمان و نحن نؤمن بالحب وما شاء القدر … حتى صرنا ندعو في صلاة إستخارة في مقطع : يا رب إذا رأيت ذاك الشيء شرا لي …. فلاتبعده عني وبدله خير الخير لي …. أجل لأننا عاشقون نرى فيمن نحب أنهم كل الخير …

فأنت السلام فإذا دعوتِ ربي أن يسعدني، دائما كنت أقول: أنت سعادتي … و إذا دعوت الله بأن يحفظني .. أقول لك .. يحفظني لك

يا أميرتي… على الأقل أن أراك هكذا .. ربما أنا عاشق … وربما هلكني العشق … فأظنني هنا فيما كتبت أنني قد غششت .. فقد كان الموضوع بعيدا عنك .. وأنا دسستك بين سطوري .. فقد كان الموضوع عن الليل ذاك الوحش الذي يأتي في كل نبضة واحدة من صمت السكون كل مرة يزداد وحشية … شرير جدا هذا الليل الذي يضمني بجناحيه و لا يضمني معكِ … وكأنني جثة بكل مشاعرها من دون روح فأنت روحها … حين تغيبين عني تخرج هي إليكِ و يبدأ عذاب القبر الى حين الصراط المستقيم حين تشرقين تأكدي فأنا ليس لي ليل … لأنك لا تتركين لا للليل ولا للنهار أي اختلاف… بكل بساطة لم يعد هناك ظلام … كيف لا وأنت من نور .. تضيئين كل رقعة ظلام في حياتي .. فأرى بوضوح تام … بأنني مجنون … أفقدني العشق صوابي .. لأنني أحبك بجنون … لدرجة أريد الحديث عن كلا القصتين في قصة واحدة … الليل وأنت…. كيف أدمج عدم توافق القصتين الأولى تبرئة الليل من تهمة هذه الهلوسات الثانية وأنت معي يختلط عليا الليل من النهار لأنك أزحتِ الغروب عني فمنذ أحببنا بعضنا وجميع أيامي شروق … شروق أبدي فأصل النور في الكون هو أنت … أما جميع ما قيل في علم الفلك عن الشمس و ضوئها في انعكاس القمر و كل تلك النجوم و ليلة البدر التي تطل ليلة بعد ثلاثين يوم … هذا كثير . أنت أصل النور لأنك مكتملة طوال أيام السنة…

أخبريني كيف هو ليلكِ بدوني … وأنت تتوهمين صوت أنفاسي .. تقيدين في أحلامك جميع أدوار التعاسة .. فتغدو جميع النهايات سعيدة .. و يحذف من السيناريو الكثير من الكوابيس … لكن السؤال جاء هكذا بدون برمجة و تفكير … فأنت مضطرة هذه الليلة بأن تجيبيني . ليس لك خيار . كيف هو الليل بدوني … تخيليني … تحت التراب … و قولي …. ماذا تمنيتي بأن تخبريني عن أشياء كثيرة حين كنت أتنفس … حين افترسني الحنين إليكِ، مزقني … عشنا كل أيام عمرنا ننتظر أن تحدث معجزة تجمعنا … كنا نقول كل ليلة . تصبحين بين أحضاني يا حبيبتي، و تردين وتصبح بين أحضاني يا حياتي … أجل افترسني ذاك الحنين و كل قضمة منه لا أعرف وكأن النازعات التي تصيبني تغرقني فيك حبا أكبر و أكثر … كل يوم أحبك أكثر و أتمسك بك أكثر … عشنا قصة سعيدة جدا …. المهم أنك معي وسعيد لأنك أنتِ في اللحظة بالذات طرأت فكرة بأن أرجع الى ماقبل أول سطر وأضع عنوانا لما كتبت (أحببتها 100 عام في الرسائل) ثم أدركت بأنه ليس مناسبا ، أجل إنه مجرد وسوسة شيطان ، أعتذر ، المهم أنني أدركت أنها فكرة شيطانية.

لأنني واثق فيك و أعلم حبك لي و أعرف أنك لن تفلتي يدي فأنت أيضا بي متمسكة. بعود كبريت أحرقت تلك الفكرة مباشرة بعد محاولة زعزعة ثقتي فيك.. أجل حبيبتي إني أقاتل جميع الأفكار السلبية اتجاهك … فبأي حال أنا لك وأنت لي …

أنت عنواني … ولا تنسي الاجابة عن السؤال المطروح فليس واجبا منزليا. أنه فرض وأيضا ألقي التحية على أحفادنا في الصورة التذكارية.

 

محمد الشريف/ قسنطينة..