قرابة ألف تاجر سيُحالون على البطالة لانعدام البديل
أمهل والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، تجار بيع مواد البناء بالتجزئة عشرة أيام، بدءا من 5 مارس الجاري، لإخلاء مواقعهم وغلق محلاتهم، في إطار البرنامج الاستراتيجي التي يقوم به منذ تنصيبه على رأس الجهاز
التنفيذي للعاصمة، وهو ما أثار حفيظة المعنيين البالغ عددهم الألف تاجر لاسيما أن القرار سيحيلهم على البطالة مباشرة.
القرار أصدره الوالي ضمن تعليمة وجهت لمديرية التجارة لولاية الجزائر، في الخامس من شهر مارس الجاري، تفيد بإجبار ملاك ومسيّري مستودعات ومحلات بيع مواد البناء بالتجزئة بغلقها، وهو الأمر الذي جعل ما يقارب 1000 تاجر و7500 عامل يثورون غضبا واستياء في ظل عدم توفر البديل من جيوب عقارية ومحلات من أجل نشاطهم التجاري، الذي يمارسونه، حسب شهادات العديد منهم، منذ قرابة ربع قرن.
وأكد المشتكون الذين رفضوا التعليمة جملة وتفصيلا في ظل غياب البديل الذي لم تذكره المصالح الولائية لحد الساعة، مستائين من تصرف ذات المصالح مع نشاطهم التجاري، في وقت أوضحوا أن القرار سيحيلهم على بطالة حتمية، وعلى المرء أن يتخيل وضعية هؤلاء إن تم تفعيل القرار في ظرف عشرة أيام.
في سياق متصل، أوضح التجار أنهم يمارسون عملهم منذ قرابة ربع قرن، ولم يسجلوا أي شكاوى أو تعدي على السكان بسبب تواجدهم بمنطقة عمرانية، إلا أنه بقرار الغلق هذا ستصبح فوضى كبيرة في السوق، وسيتم بيع مختلف مواد البناء بأسعار مرتفعة وخيالية لا يقوى المواطن على اقتنائها عبر مختلف بلديات العاصمة.
تجدر الإشارة إلى أن التعليمة الصادرة عن ولاية الجزائر، جاء في مضمونها أن المحلات الواجب غلقها هي محلات بيع مواد البناء الواقعة بالطرق السريعة، الطرق الحضرية، الوطنية، والواقعة فوق أراضي فلاحية، وذات طابع غابي، والمحلات المتواجدة بالوسط الحضري، والمحيط الأمني بالمطار، إضافة إلى المحلات المتواجدة على مستوى مداخل التجمعات السكانية الحضرية، فيما حملت التعليمة أيضا إلزام التجار بتحويل نشاطاتهم إلى مناطق مصغرة ومنشأة لهذا الغرض بشكل قانوني.
هذا، وسبق وأن شنّ عبد القادر زوخ، حربا هوجاء على العديد من التجار الذين ينشطون بطريقة فوضوية، منهم تجار الخضر والفواكه، ونجح فعليا في القضاء على أكبر البؤر السوداء التي كانت تعاني منها العاصمة، لاسيما في المناطق الحضرية، شأن سوق “بومعطي” بالحراش، وبن عمر بالقبة، فهل سينجح في القضاء على تجارة مواد البناء، لاسيما أنه سيواجه بحسب العديد من المتتبعين غضب العديد من المواطنين الراغبين في شراء مختلف هذه المواد بالتجزئة، والتي ستغيب لانعدام البديل لحد الساعة.