أزيد من 100 موقع مهدد بالفيضانات بولاية الجزائر

عاش العاصميون ليلة رعب حقيقية بعدما تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت أمسية الخميس إلى الجمعة في ارتفاع منسوب المياه في طرقات وشوارع العديد من البلديات وشل حركة المرور.

تسببت الأمطار التي بدأت تتهاطل، ابتداء من الساعة الثامنة مساء، في سيول جارفة اجتاحت العديد من شوارع العاصمة وغمرت المنازل والمحلات التجارية خاصة ببلديات بئر مراد رايس، حيدرة، بن عكنون، جسر قسنطينة، حيث جرفت السيول العديد من السيارات بشارع الإخوة بوعدو ببئر مراد رايس وسط هول كبير وصراخ السكان، كما أن “حي الوئام” الفوضوي ببلدية جسر قسنطينة غمرته المياه ما خلق ذعرا كبيرا في أوساط القاطنة.

 

أعوان الحماية المدنية ينقذون فتاة من موت محقق ببلدية بئر مراد رايس

وفي أولى التدخلات، تمكن أعوان الحماية المدنية من إنقاذ فتاة من موت محقق ببلدية بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة بعدما غمرت المياه الجارفة سيارتها إثر الأمطار الغزيرة التي تهاطلت، مساء الخميس، على العديد من ولايات الوطن.

وأكد النقيب نسيم برناوي، المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية أن “فتاة في العشرين من العمر تم إنقاذها بأحد شوارع بلدية بئر مراد رايس من موت محقق كانت في سيارة غمرتها مياه السيول”. وأضاف أن “الضحية توجد حاليا في مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا”.

 

عبد الرحمن رحماني: مديرية الأشغال العمومية تدخلت عبر  10 نقاط كانت قد غمرتها مياه السيول

وفي تصريح لـوكالة الأنباء الجزائرية، قال مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر، عبد الرحمن رحماني، إن مصالحه تدخلت عبر عشر نقاط كانت قد غمرتها مياه السيول وتعطلت بها حركة المرور بالخصوص المحول الشرقي والجنوبي للجزائر العاصمة (بن عكنون – زرالدة) وباب الزوار والمطار.

كما أفاد ذات المسؤول أن ارتفاع منسوب المياه بـــ “واد أوشايح” (شرق العاصمة) و”واد سيدي مجبر” (بين بلديتي بوزريعة وباب الوادي) قد تسبب في غمر الطرقات المحاذية في العديد من النقاط.

مستوى مياه السيول وصل حتى 40 سم بعديد بلديات العاصمة

كما بلغ مستوى مياه السيول التي شهدتها العديد من بلديات الجزائر العاصمة ما يقارب الـــ40 سنتمترا، حسب ما أكده مسؤول بالحماية المدنية في حصيلة أولية. وأوضح المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، الملازم الأول بن خلف الله خالد أنه “تم تسجيل 17 نقطة فيضان في كل من بلديات شراقة، بئر مراد رايس، براقي، الحراش، باب الوادي، الدار البيضاء، بوزريعة وباب الزوار”. وأضاف ذات المسؤول أن “مستوى المياه عبر النقاط المشار إليها يتراوح بين 5 سم إلى 40 سم”.

 

النفق الأرضي الموجود على مستوى بلدية باب الزوار غمرته المياه كليا

وأشار إلى أن النفق الأرضي الموجود على مستوى بلدية باب الزوار (شرق العاصمة) قد “غمرته المياه بشكل كلي”. وتأسف ذات المسؤول لهكذا وضع، معتبرا أن “السبب الرئيس لهذه السيول هو انسداد البالوعات”، مشيرا إلى أن كل وحدات الحماية المدنية الموجودة على مستوى العاصمة تم تسخيرها.

المياه الجارفة غمرت مداخل الميترو والمدرج العلوي للمحطة الجديدة بالمطار الدولي هواري بومدين

كما غمرت المياه الجارفة مداخل الميترو وتسببت في توقف الخدمة، كما تسربت مياه الأمطار إلى المدرج العلوي للمحطة الجديدة بالمطار الدولي هواري بومدين. ومن جهتها أكدت مصالح ولاية الجزائر في بيان أن تم تسخير كل وسائل الولاية والمؤسسات العمومية الولائية للتدخل الميداني تحت إشراف الوالي المتواجد في الميدان بمعية الولاة المنتدبين.

 

كارثة بالبليدة

وفي ولاية البليدة تسببت كمية الأمطار المتهاطلة خلال الساعات الماضية في تسرب المياه إلى العديد من المنازل والطرقات ما أثر بشكل كبير على حركة سير المركبات دون تسببها ولحسن الحظ في خسائر بشرية، حسب ما أكدته مصالح الحماية المدنية.

واستنادا لما ذكرته خلية الاتصال والإعلام على مستوى هذه الهيئة، فقد تدخلت نجدات الحماية المدنية فور بداية تساقط الأمطار عبر كافة إقليم الولاية سيما بالمناطق المهددة بخطر الفيضانات، حيث سجلت تسربات مياه ببعض المنازل والعمارات وصل سمكها إلى 15 سم دون تسجيل أي خطر.

كما سجلت ذات المصالح تسربات مياه المجاري بعد فيضانها نحو بعض السكنات بالمنطقة الغربية للولاية سيما منها العفرون وموزاية ووادي العلايق والشفة. وأضاف المصدر أنه سجل كذلك انسداد ببعض الطرقات وبخاصة الطريق الوطني رقم واحد في شطره الرابط بين بني مراد وتجاه بوفاريك ما نجم عنه حالة اختناق كبيرة في حركة السير، حيث تجري الأشغال للتكفل به من طرف مصالح الأشغال العمومية.

الحماية المدنية تناشد المواطنين الابتعاد عن حواف الوديان

وجددت مصالح الحماية المدنية التي ما تزال نجداتها تجوب المناطق المهددة بالفيضانات، نداءها للمواطنين في ظل استمرار التقلبات الجوية التي تشهدها ولايات وسط البلد بالابتعاد عن حواف الوديان لتجنب أخطار الغرق والانجراف.

 

… ومياه الأمطار تغمر عديد المساكن والطرقات الوطنية والحضرية بتيسمسيلت

وعن مخلفات مياه الأمطار التي تساقطت مساء الخميس بتيسمسيلت، فقد غمرت عديد المساكن والطرقات الوطنية والحضرية بولاية تيسمسيلت، حسب ما علم لدى مصالح الحماية المدنية. وأوضح ذات المصدر لوكالة الأنباء الجزائرية بأنه تم تسجيل تسرب لمياه الأمطار داخل عديد المساكن بعدد من أحياء وشوارع مدن تيسمسيلت وخميستي وثنية الحد وقرية “عين فراجة” ببلدية خميستي.

وأشارت نفس المصالح إلى أن الأمطار الرعدية الغزيرة التي تهاطلت على إقليم الولاية “لم تتسبب في تسجيل خسائر بشرية”.

كما تسبب سوء الأحوال الجوية كذلك في غلق أشطر من الطرق الوطنية رقم 14 و19 و65 وكذا الطرقات الحضرية بعاصمة الولاية وخميستي وثنية الحد.

كما أدى تساقط الأمطار الغزيرة إلى نفوق أكثر من 40 رأس ماشية بمستثمرة فلاحية بقرية “عين فراجة” ببلدية خميستي.

وتمكنت مصالح الحماية المدنية مرفوقة بأعوان الوحدة الولائية للديوان الوطني للتطهير من تصريف مياه الأمطار داخل المساكن المتضررة، إلى جانب إعادة فتح الطرقات الوطنية والحضرية، استنادا إلى ذات المصدر.

كما تسببت التقلبات الجوية في وقوع حادث اصطدام ما بين سيارة أجرة وسيارة سياحية بالطريق الوطني رقم 14 في شطره الرابط ما بين بلديتي ثنية الحد واليوسفية “دون تسجيل خسائر بشرية”.

 

أزيد من 100 موقع مهدد بالفيضانات بالعاصمة

حددت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر أزيد من 100 موقع مهدد بالفيضانات يقع بـ 39 بلدية بولاية الجزائر تعتبر “نقاطا سوداء تم تبليغها لمصالح الولاية”.

وأوضح المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر الملازم الأول بن خلف الله خالد، أن المصالح المختصة قدمت مؤخرا “لائحة تضم 105 نقطة سوداء موزعة على 39 بلدية من بلديات المقاطعات الإدارية الـ 13 بالولاية، وذلك في إطار التحضير لموسم الشتاء والترتيبات اللازمة لمواجهة خطر الفيضانات”.

وتتخوف مصالح الحماية المدينة من امكانية حدوث فيضانات على مستوى الأحياء السكنية المحاذية للأودية على غرار الحراش الحميز وبني مسوس، ناهيك عن احتمال حدوث تراكم للمياه على مستوى خط الترامواي في الجهة الشرقية للجزائر العاصمة، وكذا في بعض التجمعات السكنية الفوضوية وغير المرخصة (منطقة الكحلة ببئر توتة وحي قوماز القصديري بسطاوالي) وأيضا البنايات العتيقة على غرار القصبة.

وفي المقاطعة الإدارية لسيدي امحمد تمت الإشارة إلى نقاط عبر نفق شارع الاستقلال المؤدي إلى ساحة أديس أبابا وأخرى بالقرب من مستودع الحافلات التابعة للمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر المطل على شارع حسيبة بن بوعلي،

ونهج جيش التحرير الوطني ونقطة أخرى بالقرب من المستشفى الجامعي مصطفى باشا.

ونبهت ذات المصالح إلى وجود نقاط سوداء عبر بلديات المقاطعة الإدارية لباب الوادي كملعب فرحاني وشارع سعيد تواتي وببولوغين بمقربة الثانوية التقنية غنام الجيلالي الواقعة بشارع علي وراق، أما في رايس حميدو فهناك احتمال فيضان بالقرب من مصنع الإسمنت (شارع علي قبلاجي) وفي نقطة أخرى بالطريق الوطني رقم 11 ميرامار.

وعلاوة على منحدر فري فالون وبوفريزيه ببلدية وادي قريش، نبهت ذات المصالح إلى أهمية مراقبة البنايات العتيقة ببلدية القصبة، علما أن هذه الأخيرة سجلت انهيار عمارة بشارع تمقليت شهر أفريل المنصرم عقب تساقط كثيف للأمطار أودى بحياة 5 أفراد.

كما ضمت القائمة الموجهة لمصالح ولاية الجزائر بلديات مثل حسين داي وباب الزوار برج الكيفان وبلوزداد، حيث يمر ترامواي الجزائر بمحطات معرضة للغرق في مياه الأمطار، فيما أبرزت القائمة بعض البلديات في الحراش وما جاورها وكذا الرغاية

والرويبة ووادي السمار بخطر الفيضان جراء قرب السكنات من وادي الحراش ووادي الحميز ووادي أوشايح ووادي دوار زيان.

رفيق.أ