الجزائر- دعت وزيرة التربية 50 مدير تربية عبر الوطن للتدخل من أجل تحسين نتائج التلاميذ، وهذا على خلفية النتائج الكارثية التي سجلت في الفصل الأول، حيث أن غالبية المتمدرسين خاصة في الطورين الثانوي والمتوسط لم يتحصلوا على معدلات فوق المتوسط.
وحرصت وزيرة التربية خلال ترؤسها صبيحة الإثنين 26 ديسمبر 2016 ندوة مرئية جمعت الإطارات المركزية لوزارة التربية ومديري التربية حول تقييم عام لسير الفصل الأول من السنة الدراسية الجارية 2017/2016 والتحضير للدخول في الفصل الثاني، على توفير كل الظروف لتحقيق نتائج أفضل في الفصل الثاني.
وتم التطرق في هذه الندوة إلى عديد النقاط التي تهم القطاع وتندرج في إطار مواصلة مسار إصلاح المنظومة التربوية وتحسين أداء المربين ونتائج التلاميذ وعقلنة التسيير، ومن بين المسائل التي تم التطرق إليها التأكيد على تحسين تكوين المكونين وتطبيق الاستراتيجية الوطنية للمعالجة البيداغوجية وتحسين التسيير على المستوى المركزي والمحلي وتحضير الظروف الملائمة لمواصلة عملية رقمنة القطاع.
وجاءت تعليمات بن غبريط بعد تردي نتائج الثلاثي الأول للموسم الدراسي 2016/2017 و التي كانت “كارثية” على جميع المستويات حيث فشل 60 بالمائة من المقبلين على البكالوريا في الحصول على معدل 10 من 20، في حين أن نحو 40 بالمائة من تلاميذ المتوسط كانت نتائجهم كارثية، وهذا بعد تسجيل فشل أغلب التلاميذ الذين نجحوا في امتحان”السنكيام” بمعدل القبول، في الحصول على المعدل، و تراوحت النتائج بين الضعيفة إلى دون المتوسط الى المتوسط، أما بالنسبة للسنة الأولى ثانوي فكانت النتائج ضعيفة بحيث سجل المعدل الفصلي للسنة الأولى ثانوي خلال الفصل الأول 8.93 ، أي أن 64 بالمائة من التلاميذ تحصلوا على معدل أقل من 10 أي دون المتوسط.
وقد تحصل تلاميذ السنة الأولى ثانوي على نتائج كارثية، خاصة في مادة الرياضيات والفيزياء التي تحصلوا فيها على نقاط ضعيفة، وهو ما يعكس تأثير الإضرابات المتتالية التي ميّزت الفصل الأول، بسبب العجز في التأطير الذي تم حله بتوظيف الأساتذة المتربصين.
أما السنة الثانية ثانوي فقد بلغ المعدل الفصلي لهؤلاء 9.32 أي 55 بالمائة من التلاميذ لم يتحصلوا على معدل 10، أما الثالثة ثانوي فقد بلغ المعدل 9.03 أي 59 بالمائة من التلاميذ تحصلوا على معدلات ضعيفة ولم يتمكنوا من إحراز المعدل.
في المقابل وجهت وزيرة التربية تعليمات صارمة الى مديري التربية عبر مختلف ولايات الوطن من أجل السهر على تحسين مستوى المطاعم المدرسية، فور عودة التلاميذ من العطلة، هذا فيما ركزت إيضا على الإصلاحات التربوية التي دعت إلى تكاتف الجهود لإنجاحها.
وقد أصرت الوزيرة في التوجيهات التي قدمتها لمديري التربية على ضرورة مواصلة التجند والتعبئة العامة وبذل مجهودات أكبر لأن الإصلاح التربوي وتجسيده يقتضي نفسا طويلا وتضحيات كبيرة وقناعة راسخة من كل أعضاء الأسرة التربوية بضرورة تغيير الممارسات وأخلقة القطاع وإعطاء القدوة والمثال في كل الأصعدة، وعدم الاستخفاف بالأمور وأخذها بالجدية اللازمة والروح العلمية.
وقد تبعت توجيهات الوزيرة مناقشات من قبل مديري التربية تركزت على بعض الوضعيات التسييرية تتعلق أساسا بالمسابقات المهنية وتسيير المطاعم المدرسية والعمليات التكوينية، قدمت بشأنها تعليمات وتوجيهات من الإطارات المركزية، علما أن الاجتماع مع مديري التربية استمر 6 ساعات.