أمراض الحرارة… أخطرها ضربة الشمس المميتة

أمراض الحرارة… أخطرها ضربة الشمس المميتة

 

تستقبل أقسام الطوارئ، أيام فصل الصيف، مرضى من فئات عمرية مختلفة، ببشرة جافة وحرارة عالية ووعي مشوش مرتبك أو مفقود، تُشخص بأحد أمراض الحرارة وأخطرها ضربة الشمس، التي قد تكون مميتة في بعض الحالات.

 

توازن حراري

يحتاج البشر إلى الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم الداخلية في نطاق ضيق للغاية يصل إلى بضع درجات أعلى أو أقل من 37 درجة مئوية. ويعاني الناس من أمراض الحرارة عندما لا تكون أجسامهم قادرة على التخلص من الحرارة الزائدة والتبريد بشكل صحيح فيفقد الجسم توازنه الحراري، لأنه لا يستطيع إطلاق الحرارة بسرعة كافية. يزداد إفراز العرق، فيؤدي إلى استنفاد الماء والملح في الجسم مما يسبب الجفاف. ومع تفاقم الجفاف، يفشل الجسم في الحفاظ على درجة حرارته ضمن المعدل الطبيعي، ويتوقف التعرق ويحدث مرض شديد بسبب الحرارة “ضربة الشمس”. وفي حالة الإصابة بضربة الشمس، ترتفع درجة حرارة جسم الشخص بسرعة مما يؤدي إلى تلف الدماغ والعضلات والأعضاء الحيوية مما يؤدي إلى الوفاة.

 

الحرارة والصحة

من الدراسات الحديثة حول تأثيرات الحرارة، دراسة عالمية نشرت نتائجها في التاسع من شهر أوت الحالي 2022 في المجلة الطبية البريطانية ، قام بها مجموعة من العلماء في تخصصات مختلفة وهذه  الدراسة إلى أن السنوات السبع الماضية كانت هي الأكثر سخونة على الإطلاق، وعزت ذلك إلى تغير المناخ، مع تسجيل زيادة في الوفيات المرتبطة بالحرارة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً بنسبة 53.7 في المائة، خلال العشرين عاماً الماضية. وأشارت أيضاً، إلى أن ضربة الشمس هي أكثر مظاهر أمراض الحرارة وضوحاً، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن التعرض للحرارة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالات طويلة الأمد الحالية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة والكلى والأمراض النفسية والعقلية. وغالباً ما تتبع موجات الحر، وحتى الزيادات الطفيفة منها، زيادات في معدلات الاعتلال والوفيات لجميع الأسباب.

كيف يتم التشخيص؟

أوضحت الدراسة، أن تشخيص أمراض الحرارة والوقاية من مضاعفاتها يتطلب الآتي:

– أن يكون لدى الطبيب درجة عالية من الشك والتوقع.

– مراعاة التوقيت، الاستفسار عن وقت التعرض للحرارة ودرجة المجهود البدني.

– التاريخ الطبي، الدراية بالأمراض الحساسة للحرارة، والتي تتفاقم أثناء موجات الحر.

– الأدوية الحالية، الأدوية عالية الخطورة هي تلك التي يمكن أن تضعف التنظيم الحراري، أو الوعي المعرفي، أو التعرق، مثل حاصرات بيتا، ومضادات الاكتئاب، ومدرات البول، ومضادات الكولين، ومضادات الهيستامين، والمهدئات، ومضادات الدوبامين.

– التاريخ الاجتماعي، البيئة المنزلية، واستخدام الكحول أو المخدرات غير المشروعة.

* حالات طبية حساسة للحرارة. وتشمل: أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب الإقفارية، والرجفان الأذيني، وتقلب معدل ضربات القلب غير الطبيعي – السكتة الدماغية الحادة – أمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن  والتهابات الجهاز التنفسي – أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال – ارتفاع السكر في الدم في المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوعين – اضطرابات الكلى بما في ذلك الفشل الكلوي – تفاقم الاضطرابات العصبية والنفسية واضطرابات الصحة العقلية، مما يؤدي إلى الذهان والانتحار والقتل والقلق والاكتئاب وتغير الحالة العقلية – نتائج الولادة السلبية، مثل الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وولادة جنين ميت.

درء الإصابة

كيف يمكن منع الإصابة بأمراض الحرارة؟ تشمل الحلول الناجحة إرشادات الصحة العامة التي يتم نشرها قبل مواسم الحرارة القصوى لمساعدة مقدمي الخدمات وقادة المجتمع والأنظمة الصحية على الاستعداد لموجات الحر ومعرفة علامات وأعراض أمراض الحرارة، وأنظمة الإنذار المبكر لموجة الحر التي تتضمن التنبؤ بأحداث موجات الحر، والتنبؤ بالصحة المحتملة النتائج، وإطلاق خطط الاستجابة في الوقت المناسب التي تستهدف السكان المعرضين للخطر وتوعيتهم وتنبيههم إلى مخاطر التعرض للحرارة المرتفعة وتقديم المشورة للمرضى بشأن العلامات والأعراض الواضحة لأمراض الحرارة، وتقليل الاستخدام غير الضروري للأدوية عالية الخطورة عندما يكون ذلك ممكناً، ومتى يتم طلب العناية الطبية.

ووفقاً لمراكز التحكم والوقاية من الأمراض، يتم تطبيق الإجراءات الإسعافية التالية:

> أولاً: ضربة الشمس، وهي تتصف بالآتي: ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 39.4 درجة مئوية أو أعلى  – الجلد الساخن أو الأحمر أو الجاف أو الرطب – نبض سريع وقوي – صداع الرأس _ دوخة _ غثيان _ ارتباك – فقدان الوعي (الإغماء).

وللإسعاف: اتصل برقم الإسعاف والطوارئ على الفور، حيث تعد ضربة الشمس حالة طبية طارئة. انقل الشخص إلى مكان أكثر برودة. ساعد في خفض درجة حرارته بقطعة قماش باردة أو حمام بارد. لا تعط الشخص أي شيء ليشربه.

> ثانياً: الإنهاك الحراري ، وهو يتصف بالآتي:

التعرق الشديد – جلد بارد وشاحب ورطب – النبض السريع والضعيف – الغثيان أو القيء – تشنجات العضلات – التعب أو الضعف – دوخة – صداع _ الرأس – الإغماء (الإغماء). وللإسعاف يجب: الانتقال إلى مكان بارد – فك الملابس – وضع قطعة قماش مبللة وباردة على الجسم – رشفة الماء. طلب المساعدة الطبية فوراً إذا حصل تقيؤ أو تفاقمت الأعراض واستمرت لأكثر من ساعة.

> ثالثاً: التشنجات الحرارية، وهي تتصف بالآتي:

التعرق الشديد أثناء ممارسة الرياضة. آلام في العضلات أو تشنجات.

وللإسعاف يجب: التوقف عن النشاط البدني والانتقال إلى مكان بارد – شرب الماء – الانتظار حتى تختفي التقلصات قبل القيام بأي نشاط بدني آخر. طلب المساعدة الطبية فوراً إذا استمرت التقلصات لأكثر من ساعة أو عند اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم أو وجود مشكلات في القلب.

> رابعاً: حروق الشمس، وهي تتصف بالآتي: جلد مؤلم وأحمر ودافئ. ظهور بثور على الجلد.

وللإسعاف يجب: البقاء بعيداً عن الشمس حتى تشفى الحروق – وضع قطعة قماش باردة على المناطق المصابة بحروق الشمس أو أخذ حمام بارد – وضع لوشن مرطب على المناطق المصابة بحروق الشمس – عدم تقشير البثور.

> خامساً: طفح الحرارة، وهو يتصف بالآتي: مجموعات حمراء من البثور الصغيرة على الجلد، عادة على الرقبة أو الصدر أو الفخذ أو في تجاعيد المرفق.

وللإسعاف يجب: البقاء في مكان بارد وجاف. المحافظة على الطفح الجلدي جافاً. استخدام البودرة (مثل بودرة الأطفال) لتهدئة الطفح الجلدي.

> إجراءات وقائية وتشمل:

– تبريد مساحات المعيشة بالمراوح أو مكيفات الهواء، مع إبقاء الستائر والنوافذ مغلقة أثناء النهار

– البقاء في مكان مكيف قدر الإمكان

– الحد من النشاط البدني

– زيادة تناول الماء

– ارتدِاء ملابس خفيفة الوزن

– أخذ حمام بارد باستمرار

– مراقبة أعراض أمراض الحرارة مثل التعرق المفرط أو العطش أو الارتباك

– إذا كنت تعيش في منطقة معرضة للحرارة الشديدة، ففكر في الاستثمار في تحسين العزل في هيكل منزلك، وزيادة تغطية مظلة الأشجار بالقرب من مسكنك.