أمراض البصر مع تقدم العمر.. سبل الوقاية والعلاج

أمراض البصر مع تقدم العمر.. سبل الوقاية والعلاج

 

تمنحنا أعيننا نافذة على العالم، ولكن الضباب قد يعتلي تلك النافذة وتصبح ضعيفة مع تقدمنا في العمر، إذ تضعف الرؤية عن قرب، وينتظر “إعتام عدسة العين” الكثيرين من كبار السن، وتصبح وظيفة القنوات الدمعية أقل نشاطا، ويمكن أن تصاب العيون بالجفاف والالتهاب.

العين والتقدم في السن
والأسوأ من ذلك، يمكن للمياه الزرقاء والضمور البقعي أن تشكل تهديدات خطيرة على الرؤية، مما يجعل القراءة تجربة صعبة ويهدد الحياة باستقلال، ويعتبر فقدان البصر من أكثر المخاوف الصحية بين العامة، طبقا للرابطة الوطنية للعيون وأبحاث الإبصار، وهي من منظمات الاهتمام، مع المخاوف من السرطان والشلل وذلك في استطلاعات حول المخاوف الصحية.

والسؤال الذي يتبادر إلى ذهننا هو ما الذي يمكنك فعله للحفاظ على عينيك في حالة جيدة؟ في حين أنه ليست هناك طريقة تمنع الإصابة بـ “طول النظر الشيخوخي” الرؤية القريبة الغائمة التي تتطلب ارتداء نظارات للقراءة، يقول الأطباء إنه يمكنك القيام بأمور قليلة للتقليل من ذلك الخطر.

إعتام عدسة العين
بحلول الوقت الذي يبلغون فيه سن الـ80، يصاب أكثر من نصف سكان المعمورة بحالة إعتام عدسة العين، ويقول الأطباء إن الحالة جزء طبيعي من عملية التقدم في السن، مثل تحول شعر الرأس للون الرمادي، مع مرور الزمن تصبح عدسة العين غائمة وكثيفة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ضبابية الرؤية والإبصار، وتلك الحالة يطلق عليها تسمية إعتام عدسة العين.
وفي الوقت الذي يشيب فيه شعر البعض في وقت مبكر، كذلك يصاب البعض بإعتام عدسة العين في وقت مبكر كذلك.

يمكن في بداية الأمر التغلب على غشاوة الإبصار عن طريق تغيير الأدوية، ولكن إذا تداخل المرض مع أنشطة الحياة اليومية، قد يوصي الأطباء بالتدخل الجراحي – وهو إجراء آمن وشائع للغاية ويستغرق من عمر الزمن أقل من نصف ساعة-، حيث يزيل الجراح المياه البيضاء، ثم يقوم بإدخال عدسات صناعية صافية، ويمكن تعديل تلك العدسات لتصحيح الإبصار، وبعد ذلك يتمكن الكثير من المرضى من الرؤية بشكل صحيح بصورة أفضل مما كانوا يعانون منه لسنوات.

المياه الزرقاء
المياه الزرقاء، هي حالة مرضية تتضمن تضرر العصب البصري، والتي يمكن اكتشاف مراحلها الأولى فقط من خلال فحص العين. ويتم التشخيص من خلال تقييم العصب البصري وقياس ضغط السائل في العين، حيث يؤدي ارتفاع الضغط إلى تضرر العصب البصري.
ويقول الأطباء عدم وجود وسيلة لمنع مرض المياه الزرقاء – أو لاستعادة الإبصار المفقود نتيجة له – ولكن يمكن إيقاف تطور المرض من خلال التدخل الطبي المبكر، ويتطلب ذلك الفحص الدوري على العين، وتوصي الجمعية الأمريكية لطب العيون للبالغين الذين لا يعانون من عوامل الخطر سالفة الذكر بأن يخضعوا للفحص الأساسي عند سن الـ40، ثم إجراء تقييمات للعين كل عامين إلى 4 أعوام وحتى بلوغ سن الـ55. ومن هذه السن، ينبغي عليهم فحص عيونهم مرة كل عام إلى 3 أعوام، ومرة كل عام إلى عامين حين يبلغون سن الخامسة والستين. وأولئك الذين يعانون من مرض المياه الزرقاء وغيره من أمراض العيون ينبغي عليهم الخضوع للفحوصات بصورة متكررة.
يمكنك تجاهل تلك الإرشادات ولكن على مسؤوليتك الشخصية، يقول أحد أطباء العيون “بكل أسف يأتيني في كل عام أحد المرضى يدخل من الباب وقد فقد إبصاره بنسبة كبيرة، وليس لديه أو لديها فكرة أنه مصاب بمرض المياه الزرقاء، وباعتبار أنه مرض لا رجعة فيه، فإن فكرة التوعية بأسرها تدور حول الاكتشاف المبكر حتى يمكننا التدخل والعلاج”.
ويمكن للعلاج أن يكون فعالا للغاية، حيث تساعد قطرة العين اليومية في تخفيف الضغط في العين، وإن كان بعض أطباء العيون يستخدمون العلاج بالليزر أو الجراحة، وبمجرد توازن ضغط العين، ينبغي فحص العين مرة كل 4 إلى 6 شهور.

الضمور البقعي
يتعلق مرض الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر بتدهور الخلايا الموجودة في الجزء الأوسط من شبكية العين، وهو الجزء الأكثر أهمية للإبصار المركزي، والمسمى البقعة، ورغم إمكانية الحفاظ على الإبصار حين اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، فإن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، تعتبره “السبب الرئيسي لضعف القراءة وصحة الإبصار لدى الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاما وأكثر”، وعلى العكس من مرض المياه الزرقاء، الذي ينتشر بين العائلات، فإن مرض الضمور البقعي يحمل خطر الإصابة، هناك نوعان من مرض الضمور البقعي، الضمور البقعي الجاف، والرطب. ويتسبب المرض الجاف في فقدان الرؤية المركزية – الضرورية للقراءة والقيادة – ولكن بصورة تدريجية حتى إن الكثير من الناس يصابون به لعقود من الزمن من دون وجود تأثير واضح. أما الضمور البقعي الرطب، فيعد الأكثر خطورة، حيث تنمو الأوعية الدموية غير الطبيعية داخل شبكية العين، وفي بعض الحالات يؤدي إلى النزيف أو تسرب سائل العين ويوصي أطباء العيون أيضا، بنظام غذائي منخفض الدهون يتضمن تناول الفاكهة والخضروات، وعلى وجه الخصوص الخضروات الورقية مثل السبانخ، واللفت، والكرنب، وتناول أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي توجد في سمك السلمون والتونة.

ق. م