طفلة في عمر الزهور، نالت من اسمها الكثير، فقلبها مفعم بالكثير من الأماني.
تجتهد أماني في دروسها، تحتل أولى المراتب… هي نجمة من نجوم مدرستها الإبتدائية.
كانت إلى وقت قريب إحدى تلميذاتي تغازل حروف الهجاء لتكتب بديع الكلام، تبدع بالأرقام والأشكال الهندسية فنونا ما عرفها السابقون ولا المحدثون…
أماني وصديقاتها: جوهر، أحلام، شهد ووصال كالأخوات كن عند اللًعب، شرسات في حرم القسم لا يتسامحن مع العلوم، ولا عند مداعبة الحروف والأرقام… غير أن قلب أماني كان مفعما بالحب الذي وزعته على الجميع …لكن ثمة أمر ظل يؤرقها وينغص هناءها بعد انفصال والديه .
فكان عميق الأثر على قلبها العامر بالأمنيات، فصارت أقصى أمانيها عودة أبيها الذي غادر البيت مقهورا، مكسورا … ماعادت قوته تساعده أن يعيش عذابا آخرا مع والدتها التي ما فكرت يوما فيها وهي ما زالت في حاجة لبيت آمن تملؤه السعادة والحبور …
تظل أماني ترقب طيف والدها علًه يعود حاملا معه قطع الشكولاطة اللًذيذة، وأكياس الشيبس خلسة كعادته كلً مساء، لكنه ظل يمارس الغياب الدائم، وهي على براءتها تسأل أمها: متى يعود أبي يا أمي؟
فتبقى الأم التي ندمت على تعذيبه ساهمة، وعلامات الحيرة: السكوت والإستفهام تعلو محياها، ليبقى جوابها معلقا بين حرفين من حروف الهجاء تأثيرهما كالسم على قلب البريئة التي، ما زالت تحن لعطف أبيها الذي تمنت أن يعود!
تبقى أماني تغازل الحروف لتصنع أمنيات جديدة علً الزمان يجود عليها ببيت تمنته ولسان حالها يردد: ما أجمل أن نعيش في بيت واحد، ما أجمل أن نعيش في خير وسلام…
ويبقى قلبها مفعما بالحب والأمنيات..
حركاتي لعمامرة