ألم، ورم، تيّبس، التهابات وداء المفاصل… الأمراض الصامتة علاجات ووقاية

elmaouid

كثيرة هي الأمراض الصامتة التي قد تصيب الانسان من حيث لا يدري، وتتغلغل حتى تتمكّن من صحته، وما تلبث أعراضها بالظهور.

وعلى سبيل المثال، يتجلّى داء المفاصل أو الروماتيزم، كواحد من أكثر  الأمراض الشائعة في المجتمعات، كونه يصيب النساء والرجال سواسية، وتظهر أعراضه واضحة للعلن، وأبرزها الآلام المتزايدة وحتى الالتهابات

في المفاصل، وتختلف أنواع مرض الروماتيزم لكن القاسم المشترك في ما بينها هو  المعاناة من تراجع القدرة على الحركة بحريّة، بسبب الوجع أو الورم أو التيبّس أو الالتهاب… ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ قلّة الحركة والبدانة المفرطة من شأنهما أن تؤدّيا إلى الإصابة، ويعاني الكثيرون من آلام مختلفة تطال كل مناطق جسمهم، وذلك بفعل أمراض عديدة قد تصيبهم، ومن أكثر المسبّبات لذلك هو داء المفاصل الذي يطال كل المفاصل في الجسم، مثل الركبتين والوركين والظهر والكتفين والمعصمين واليدين وأصابع اليدين، من هذا المنطلق، يقبع الانسان ضحيّة الوجع وعدم القدرة على أداء وظائفه الروتينية بسلاسة وسهولة.

 

داء الروماتيزم

يقول الأطباء إن مرض الروماتيزم، أي داء المفاصل، يشمل كلّ الأمراض التي قد تصيب المفاصل، والأوتار المحيطة بها، والعضلات وحتى فقرات الظهر.

 يُقسم مرض الروماتيزم إلى شقين أساسيين، إضافةً إلى نوع ثالث مستقلّ هو داء النقرس، أمّا النوعان الكبيران، فهما: التهاب المفاصل الذي هو عبارة عن تورّم والتهابات متعدّدة، وداء المفاصل الميكانيكي الذي يشمل تكلّس المفاصل والتهابات الأوتار.

 

أسباب وأعراض

يقول الأطباء إن داء المفاصل الالتهابي تبقى أسبابه غير معروفة أو محدّدة، لكنها بالإجمال جينية، بيولوجية ووراثية.

كما أنّ نمط الحياة المعتمد لا يؤثر عليها كثيراً، أمّا الأعراض، فتتمثل بالألم والتورّم في المفاصل، إضافةً إلى الإحساس بالتيبّس في الصباح، أما فيما يخصّ النوع الثاني من الروماتيزم، أي داء المفاصل الميكانيكي، يمكن القول إنه أكثر شيوعاً بين الناس، وهو عبارة عن جفاف الغضروف بين المفصل، وتمزّقه، ما يسبّب ألماً عند الحركة فقط وسكوناً عند الراحة.

يصيب هذا النوع من الروماتيزم مفاصل الرجلين والركبتين والوركين وفقرات الظهر بشكل خاص.

ومن المعروف أنّ الوزن المفرط يؤدّي إلى الإصابة بالتكلّس ويلقي ثقلاً إضافياً على الرجلين.

وأخيراً، يبقى أنّ داء النقرس يظهر على شكل نقاط بيضاء في المرفقين ويسبّب ورماً في المفاصل والأوتار، وهو يبدأ عموماً في إصبع الرجل الكبيرة، بحيث تحمرّ كثيراً وتسبّب وجعاً بفعل تكدّس ما يعرف بالملوحات.

 

علاجات ووقاية

يذكر أنّ داء المفاصل الالتهابي يصيب النساء بوتيرة أعلى من الرجال، بنسبة 8 نساء مقابل رجل واحد، وقد يبدأ منذ سنّ يافعة، من الطفولة أحياناً، أمّا الروماتيزم الميكانيكيّ، فيصيب الجنسين سواسية، ويظهر بعد الخمسين.

فيما يصيب داء النقرس الرجال، بعد سنّ الخمسين، وخاصة البدناء الذين يكثرون من البروتينات والكحول. أمّا العلاجات، فتكون حسب الأطباء أدوية كورتيزون ولفترة طويلة، عندما يتعلّق الأمر بالروماتيزم الالتهابي. وقد يصل الأمر إلى وضع مفصل صناعيّ عند الحاجة كحلّ جذريّ.

أمّا داء المفاصل الميكانيكيّ فيستدعي التمارين الفيزيائية، إضافةً إلى العقاقير، وقد يتطوّر ليستلزم تغيير المفصل أيضاً. وداء النقرس يحتاج إلى أدوية ونظام غذائيّ خاص، للتخفيف من الوزن الزائد.

وتبقى الوقاية هي الأهمّ، خاصة للروماتيزم الميكانيكيّ، يجب ممارسة الرياضة بشكل معتدل، إضافةً إلى اعتماد نظام غذائيّ متوازن، خفيف الشحوم والدهون المشبّعة.

وينصح الأطباء بوجوب التنبه إلى العلامات الأولى للروماتيزم التي غالباً ما تكون الأوجاع والورم وبدء تشوّه شكل المفاصل، فلا بدّ من استشارة الطبيب المختصّ منذ البداية، للحصول على العلاج قبل فوات الأوان.

 

شقّ غذائيّ

يعد دور الطعام في المساعدة على التخفيف من وطأة الإصابة بالروماتيزم، وأهميته في العلاج أيضاً.

وينبه إلى أنّ تناول الدهون المشبّعة والدهون يؤدّي إلى الإصابة بأمراض شتى، مختلفة الخطورة، ومنها الروماتيزم.

لكن لا دليل قاطع حتى الآن على أنّ تناول الأسماك عوض اللحوم الحمراء يخفف من التهاب المفاصل.

بيد أنّه من الضروريّ اعتماد نظام غذائيّ مدروس، يحتوي على كل المكوّنات، حسب الهرم الغذائيّ، للتمتّع بالصحة الجيّدة والشكل الجميل، وللتخفيف من الإصابة بمختلف الأمراض.

كما أن نوعيّة الطعام مهمّة كما الاعتدال في الكمية، ذلك أنّ الإفراط في البروتينات مثلاً من شأنه أن يسبّب داء النقرس، فيجب عدم الإكثار منها.

بل يجب التنويع والإكثار من شرب الماء والسوائل، وتناول الخضر والفاكهة، إضافةً إلى مشتقات الحليب والبروتينات وحتى الكربوهيدرات، وإنما بأسلوب معتدل، للحصول على التغذية الصحيحة التي يحتاجها الجسم.

كما يجب معرفة اختيار الدهون غير المشبّعة والاستعاضة عن الدهون المشبعة ببدائل أكثر صحّة.

والمحافظة على وزن مناسب من الضروريات لمنع الروماتيزم والدوالي وأمراض القلب والشرايين وداء السكري و ارتفاع معدّل الكوليسترول والتريغليسيريد في الدم، وحتى ضغط الدم وسواها من الأمراض المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبدانة والوزن المفرط.

تبقى النصيحة حسب الأطباء هي ممارسة الرياضة باعتدال، لنحو ساعة يومياً، خاصة المشي، إضافةً إلى اعتماد أسلوب طهو صحّي مثل الشيّ أو البخار عوض القلي، و اختيار نوعية المأكولات المناسبة، وقياس الكمية الكافية، للتمتّع بالصحة والعافية.

 

أسباب مساهمة في الإصابة بالروماتيزم

يحدد الأطباء أبرز مسببات الروماتيزم فيما يلي :

– بدانة مفرطة وتكدّس الشحوم مما يساعد على الروماتيزم الميكانيكي

 -رياضة مبالغ بها ورفع أثقال مما يساهم في تكسّر الأوتار

– قلّة أو عدم الحركة ما يؤدّي إلى تكلّس الرقبة

-انتعال الكعب العالي ما يسبّب تقوّس الظهر