ألعاب القوى… العودة إلى الساحة الدولية مرهونة بإنشاء مركز تحضير المنتخبات

ألعاب القوى… العودة إلى الساحة الدولية مرهونة بإنشاء مركز تحضير المنتخبات

 

أجمع مختلف التقنيين على ضرورة توفير مركز خاص لتجمع وتحضير الفرق الوطنية لألعاب القوى بشتى اختصاصاتها لكي تصل الجزائر إلى العالمية وترتقي بمستوى عدائيها من أجل التألق على الساحتين القارية والدولية، مؤكدين أيضا أن “المادة الخام” متواجدة وبكثرة لكنها بحاجة ماسة إلى الاعتناء والمتابعة.

وعبر الفنيون عن أسفهم لتراجع مستوى ألعاب القوى بالجزائر سيما من خلال النتائج المحققة في البطولة الوطنية التي اختتمت، السبت، بميدان “الباخرة المحطمة” ببرج الكيفان الجزائر العاصمة.

وأوضح المدير الفني الوطني بالاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، عبد الرحمن مرسلي، لـ “واج” أن “مستوى البطولة انخفض كثيرا، لأننا لا نعتني كثيرا بالشبان الصاعدين. لقد أضعنا الكثير من الوقت بعدما كنا نسيطر في 800 متر و1500 متر و 3000 متر موانع وحتى 5000 متر، لنتراجع في الترتيب العالمي وعلينا إيجاد الحلول الناجعة”.

وقال أيضا: “لدينا شبان صاعدين علينا الاعتناء بهم تحسبا لأولمبياد 2024 ومن أجل ذلك سنقدم استراتيجية للاتحادية ونأمل في أن تطبق”.

وأفاد شقيق بطل أولمبياد 1996 نور الدين مرسلي ومدربه السابق: “أظن أن التجارب الناجحة مع كل من نور الدين مرسلي ونورية بنيدة مراح وحتى توفيق مخلوفي ستعطي ثمارها. لا أوافق التربصات الظرفية والمؤقتة، بل ينبغي إرسال أحسن الرياضيين الى الجامعات الأمريكية لمدة لا تقل عن ستة أشهر، كما أن المستوى العالي يتطلب العديد من الوسائل والظروف الخاصة”.

وشدد المسؤول على ضرورة إنشاء مركز خاص لمختلف الرياضيين لاسيما ألعاب القوى، يتم تجهيزه بأرقى المعدات العالمية الملائمة ليكون بمثابة “مصنع” لـ “إنتاج” الأبطال.

ويوضح في هذا الصدد: “يجب توفير مركز تجمع وتحضير الفرق الوطنية لكل الفئات العمرية، لكي يجد العداء غرفته وأكلا خاصا يستجيب للرياضة التي يمارسها علاوة على الوسائل الضرورية كالصونا وأجهزة التدليك، مع وجوب متابعة الرياضي بتوفير مدربين ذوي مستوى عالي وكذا الاحتكاك بالمستوى العالمي عبر المشاركة في منافسات وتربصات بالخارج”.

من جهته، يرى مدير المواهب الشابة طارق كساي أن “نتائج البطولة كانت متباينة، حيث شاهدنا مستويات جيدة في سباقات 1500 متر، 400 متر و400 متر حواجز كونها تضم عناصر شرفت الجزائر في الخارج. وهناك اختصاصات عرفت نتائج متوسطة سيما لدى الإناث بل هناك مستويات متواضعة”.

وأرجع كساي أسباب تراجع المستوى إلى “قلة ساعات تدرب الرياضيين، خاصة لدى الفئات الشابة، مثلما كان عليه الأمر في السابق، إضافة الى نقص المنشآت وحتى الموجودة لا تستجيب للمعايير الدولية”.

ويرى أن الحلول تكمن في “وجود إرادة من قبل الجهات المسؤولة، بعدها يجب إعادة رسكلة المنظومة بشكل تام، بداية من المدرسة، ثم ينبغي الاستمرارية في بناء المنشآت والاعتناء بالمواهب الشابة وصقلها وكذا سن قوانين تضمن مستقبل هؤلاء العدائين”.

أما مدرب فريق المجمع البترولي بشير معريش، فقد برر تراجع مستوى البطولة بـ “تواجد أحسن الرياضيين في كل من فرنسا والبرتغال للمشاركة في البطولتين المحليتين هناك”.

وتأسف على الوضع الذي يعيشه فريقه بعد غلق ميدان ألعاب القوى “ساطو” المتواجد بالمركب الأولمبي -محمد بوضياف-. وأضاف: “نتدرب دون ملعب منذ مدة بعد غلق ميدان ألعاب القوى بسبب خضوعه إلى الأشغال، لكن لغاية الآن لا شيء جديد، ونحن نعاني للأسف. وليس فريقنا فقط بل جميع الأندية تعاني. كما يجب توفير قاعات للاسترجاع وتقوية العضلات عالية المستوى، كما نفتقر إلى الوسائل الضرورية على عكس جيراننا في المغرب وتونس”.

وعرفت البطولة الوطنية سيطرة عدائي المجمع الرياضي البترولي بحصدهم لأغلبية الألقاب، حيث اختتموا مشاركتهم بـ 30 ميدالية (15 ذهب، 9 فضة، 6 برونز) متبوعين بعناصر الحماية المدنية لولاية الجزائر بـ 8 ميداليات (5 ذهب، فضية واحدة و2 برونز) ونادي مولودية قسنطينة بـ 7 ميداليات (3 ذهب، 3 فضة وبرونزية واحدة).

ب/ص