كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي خلال استضافته في حصة “بلا قيود” بقناة “البلاد”، أن الوزارة شرعت في إنجاز عديد الأفلام التي تخص الحركة الإصلاحية، المقاومة الشعبية والثورة التحريرية، إلى جانب تاريخ الجزائر
القديم، مشيرا إلى أن فيلم “الأمير عبد القادر” الذي انتظره الكثيرون مجمّد حاليا نتيجة غياب الموارد المالية اللازمة.
وفي ردّه على الضجة الفايسبوكية التي رافقت فيلم “أحمد باي” وإشراك الممثل “جيرارد ديبارديو”، أعرب عن استغرابه “من هذه الحملة على ممثل عالمي، إذ ربط الناس بين حياته الشخصية والسنيمائية، فلكل ممثل حياته الشخصية”، مضيفا أن “جيرارد ديبارديو” ممثل عالمي وأدى أدوارا عالمية مثل كريستوفر كولومب، فلا أخوض في الجانب الشخصي، فله مواقفه وتأثيره حتى في الرأي العام”.
وأكد عز الدين ميهوبي أن الجزائر تحتل مكانة خاصة لدى هذا الممثل العالمي، فهو يعرف الكثير من الشخصيات السياسية والسينمائية، وهو مثقف جدا، “وتناقشت معه لما التقيته، إذ اكتشفت أنه على اطلاع على التراث العربي والإسلامي القديم، والثقافة العربية، ويعرف ابن رشد، ويتحدث عن أم كلثوم، وعن القرآن، وعن الاستعمار وما خلفه من ندوب وجراحات لكثير من الشعوب”.
وتابع الوزير بالقول إن “جيرارد ديبارديو” كشف له أنه تعلم الفرنسية من جزائري، وهو ممثل قريب جدا من الجزائريين، ويحب الجزائر، لذا اختار تقديم هذا الدور لاقتناعه بأنه سيقدم الإضافة في هذا الفيلم.
من جهة أخرى، كشف ميهوبي أن وزارتي الثقافة والمجاهدين مسؤولتان على إنتاج فيلم “العربي بن مهيدي” الذي أسال حبرا كثيرا، حيث تم تمويله من طرف الوزارتين، “ونحن من سعينا للحصول على “السبونسور” لأجل الشهيد العربي بن مهيدي”، مضيفا أنه سعيد لأنه أول من تناول مسيرة حكيم الثورة في عمل مسرحي سنة 1996 بمسرح عنابة.
وأضاف الوزير أن المنتج المنفذ قدم المشروع كنص لوزارتي الثقافة والمجاهدين، وهناك لجنة قرأت النص وتم تقديم المال اللازم له، وانتظر الناس الانتهاء منه، وكانت الأماني أن يقدم لمخرج عالمي، “فوقع الاختيار على مخرج إنجليزي، ثم جزائري، ليتفاجأ الناس لاحقا أن المنتج المنفذ هو من أخرج الفيلم”.
وأوضح وزير الثقافة أنه لما مضت سنتان من الشروع في إنجاز هذا المشروع، بدأ صاحبه يشتغل على إعادة السيناريو، فعمل مع عبد الكريم بهلول، ثم مع سيناريست فرنسي، ولأن الوقت لم يكن في صالحه أكثر نتيجة التأخر، اختار أن يكون مخرجا، إذ واجهته عديد الصعوبات، حيث تدخل الوزير وشجعه وأزال عديد العقبات لإنهاء الفيلم، موازاة مع تساؤلات حول هذا الضجيج الذي رافق هذا الفيلم تحديدا دون سواه.
وتابع عز الدين ميهوبي أن المنتج المنفذ للمشروع كان يتحدث كل مرة عن نقص الإمكانيات المالية، “فكنا نتدخل عبر “السبونسور”، حيث دعمته وزارة الثقافة بحوالي نصف الميزانية، مشددا على أنه قدم بعض الملاحظات التقنية ولا يتدخل في المضمون، “لأن هناك لجنة مختصة هي المخولة للنظر في مطابقة الفيلم للنص الأصلي”، ثم ظهر أن هناك نصا آخرا، ثم فجأة كان هناك حديث عن رقابة ومقص، لذا قال “أنا احتكمت فقط للقانون”.
وعلق عز الدين ميهوبي بالقول “أن المنتج المنفذ أراد أن يكرس الحقيقة من زاوية معينة، وهناك لجنة تابعت العمل ولن أخوض في تصريحات شخصية”.
وذكر وزير الثقافة قائلا: “أنا أحترم جهد كل إنسان مجتهد، لكن علينا في النهاية أن نحتكم إلى الإجراءات ثم إننا أنفقنا الكثير من الأموال، فعلينا أن نعرف الأوجه التي صرف فيها، فهذا المال للشعب الجزائري، ومن حق الشعب أن يعرف مثلما تم التعرف على الأوجه التي صرفت فيها الأموال على أعمال سابقة. وهو إجراء عادي بعد انتهاء الفيلم”.
وكشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أنه تم الاحتكام بخصوص فيلم “العربي بن مهيدي” إلى لجنة مختصة وقدمت تحفظات كثيرة تجاوزت أربعين تحفظا في الشكل والمضمون، “وبُلّغت بتقرير عن ذلك، حيث طُلب منه حذف البعض وتصويب البعض الآخر وإعادة تصوير المشاهد الخارجية، فالفيلم غرق في الفضاءات المغلقة”، متمنيا أن يكون الفيلم حين ينتهي ناجحا ويعجب الجزائريين.
وعلق وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على تأشيرة الاستغلال لعرض الأفلام، بأنه إجراء معمول به في كل دول العالم بما في ذلك “تأشيرة ثقافية”، فهناك لجنة مشاهدة للأفلام، يخول لها القانون توجيه أي ملاحظات في حال تجاوزت الأفلام الخطوط الحمراء.