جدد سكان الحي القصديري “علي خوجة” الواقع ببلدية الرغاية شرق العاصمة، تساؤلاتهم حول مصيرهم من البرنامج السكني الذي تقوم به السلطات الولائية منذ أزيد من أربع سنوات، نظرا لعدم قدرتهم على الصبر أكثر أمام معاناة تتواصل منذ سنوات عديدة، في وقت تؤكد مصالح ولاية الجزائر، على ترحيلهم ضمن عمليات الترحيل القادمة التي لا تزال متواصلة إلى غاية الانتهاء من العملية الــ25 التي ستقضي حسبها على القصدير نهائيا بعاصمة البلد.
لا تزال العديد من العائلات التي تقيم بالسكنات القصديرية بذات الحي، تتخبط في وضعية جد مزرية منذ سنوات عديدة، أمام غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، من كهرباء وشبكتي الغاز والماء مرورا بمرافق أخرى يحتاجها أي مواطن عادي، وهو ما ساهم في تدهور مستوى معيشتهم لحد كبير، وحتى النقل لا يوجد بالمنطقة، ما يجعلهم معزولين عن العالم الخارجي.
وطرح بعض السكان، في معرض حديثهم شكاويهم على السلطات الولائية للعاصمة، التي على حد تعبيرهم “همشتهم” من كامل عمليات الترحيل الــــ2521 التي قامت بها منذ جوان 2014، بالرغم من أن الحي من بين النقاط السوداء التي تشوه العاصمة، بالنظر إلى الوضع الكارثي الذي يعرفه، ملقين مسؤولية ما يعانونه على المصالح المحلية التي لم تبال بوضعيتهم ولم تسع لبرمجتهم ضمن عمليات الترحيل التي مست البلدية في العديد من المرات، متسائلين عن مصيرهم من عمليات الترحيل القادمة التي ستباشرها الولاية إلى غاية القضاء على القصدير نهائيا كما تصرح به السلطات الولائية في كل مرة، لتهدئة المئات من العائلات التي ما تزال تعاني في صمت في ظروف جد كارثية.
في سياق متصل، أعرب هؤلاء، عن استيائهم الشديد للاعتداءات التي تطالهم بشكل يومي، كون حيهم القصديري غير آمن ولم يزود بالإنارة العمومية، وهو ما ساهم في انتشار مجموعة أشرار يزرعون الرعب وسطهم، دون أن ننسى معاناتهم اليومية، أمام غياب كل المرافق الحيوية، حيث بات على السلطات الولائية النظر بشكل جدي في وضعيتهم وبرمجتهم للترحيل في أقرب الآجال، طالما لم يعد قاطنوه قادرين على التحمل أكثر، وسط الأوحال والنفايات وحتى الأمراض المزمنة، مطالبين بشقق الكرامة التي تنهي مقاساتهم وتنسيهم فيها.
وكانت مصالح ولاية الجزائر قد أكدت في وقت سابق عبر صفحتها الرسمية، أن كل الأحياء القصديرية المتواجدة بإقليم العاصمة والتي لا تزال تنتظر دورها للترحيل، معنية بالعملية وسيتم برمجتها، غير أن ذلك لا يتم إلا عبر مراحل متفرقة ضمن عمليات الترحيل القادمة التي تنتهي بانتهاء القصدير ، وهي المعلومة التي سبق وأن صرح بها الوالي السابق أثناء توليه رئاسة الجهاز التنفيذي للولاية، عبد القادر زوخ، في العديد من المرات، وطمأن من خلالها كل الأحياء القصديرية المتواجدة بعاصمة البلد “البهجة”.
إسراء.أ