الجزائر-جدّدت الجزائر دعوتها لكافة الفاعلين الليبيين من أجل وقف الاقتتال وكل عمل من شأنه عرقلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي في إطار المسار الأممي، بعيدا عن أي تدخل أجنبي، يرتكز على لغة الحوار
والمصالحة الوطنية.
وقال وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، لدى مشاركته في اجتماع رفيع المستوى حول الوضع في ليبيا، عقد على هامش الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن “هذه المقاربة هي الكفيلة بتعجيل التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية والحفاظ على سيادة ووحدة الشعب الليبي وسلامة أراضيه”.
وأبرز وزير الشؤون الخارجية أهمية وضع أجندة موحدة لليبيا مع ضرورة وضع حد للتدخلات الأجنبية التي لا تزال تشكل “عائقا كبيرا” أمام تجسيد مسار السلام في ليبيا.
ويأتي تصريح مساهل تأكيدا على وقوف الجزائر ضد الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا على اقتسام الكعكة الليبية (النفط)، وهي التي تدفع بكل ثقلها عبر الضغط نحو حل شكلي (الانتخابات) لا يحقق إجماعا كما لا يستجيب لكل مطالب الأطراف المتنازعة في الميدان.
ويتواجد مساهل بنيويورك في إطار مشاركته في أشغال الدورة الـ73 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة حيث يترأس الوفد الجزائري.
وحضر الاجتماع الذي عقد على هامش الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وزراء خارجية وممثلو دول جوار ليبيا، الجزائر وتونس ومصر والنيجر، وممثلون عن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، إضافة إلى الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالسياسة الخارجية والأمن، فيديريكا موغريني، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
في حين سجل كل من رئيس المجلس الرئاسي لليبيا، فايز السراج، والممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، غسان سلامة، تدخلهما من خلال محاضرة عن طريق الفيديو.
وينعقد الاجتماع في سياق يتميز بـ”مواجهات عنيفة” تشهدها مدينة طرابلس وتشكل “انزلاقا خطيرا” يبعد آفاق التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
وتحاول فرنسا الضغط بشدة على الأطراف المتنازعة في ليبيا لتسريع عملية الوصول إلى حل، حيث دعت الأسرة الدولية، إلى ممارسة ضغوط قصوى وفرض عقوبات على الذين ينشرون الفوضى في ليبيا ويمنعون هذا البلد من التقدم باتجاه انتخابات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “يجب أن نبدي مزيدا من الحزم حيال الذين يرغبون في فرض الأمر الواقع لمصلحتهم وحدهم”. وقال لودريان أمام وسائل إعلام إن “العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي في الآونة الأخيرة ضد عدد من المهربين يجب أن تليها عقوبات أخرى، وأعتقد بشكل خاص ضد الجماعات المسلحة التي تهدد طرابلس”.
وتؤكد باريس أن المهم هو الإبقاء على حراك باتجاه الانتخابات وتشدد على أنها متفقة مع روما حول هذه النقطة وأن لديها حتى “إرادة للتعاون” على الرغم من التوتر في الأسابيع الأخيرة.
وتأخذ إيطاليا التي تربطها علاقات تاريخية مع ليبيا البلد الغني بالمحروقات، على فرنسا سعيها إلى التحرك وحدها لتسوية هذا النزاع.
وفي تلميح واضح لباريس، دانت إيطاليا “التدخلات الأجنبية” في ليبيا وعبرت عن “عدم موافقتها” على إجراء انتخابات في العاشر من ديسمبر، معتبرة أن الشروط الأمنية لم تتحقق بعد.
وتعارض واشنطن أيضا هذا التسرع الانتخابي. وكان مساعد سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، صرح مؤخرا بأن “فرض مهل سيئة سينقلب” على الليبيين. وتوقع “تفاقما في الانقسامات في ليبيا”.
من جهتها، صرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في أعقاب اجتماع وزاري ثانٍ حول ليبيا، الإثنين، بأن “المسألة لا تتعلق إلى هذا الحد بالموعد، ومن الأفضل أن تجري الانتخابات في أسرع وقت ممكن”، لكن يجب أن يتوفر عدد من الشروط قبل ذلك في “إطار دستوري واضح”.