ضاقت أكثر من 500 عائلة تعيش معاناة الإيواء في الأسطح والأقبية ببلدية محمد بلوزداد بالعاصمة ذرعا من استمرار تعليق عمليات الترحيل الخاصة بها لبروز أكثر من مانع أجل موعد الفرج الذي تترقبه بفارغ الصبر، مجددة مطلبها للسلطات المعنية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر، يوسف شرفة، من أجل إنصافها وتعجيل ترحيلها نحو سكنات لائقة، لإنهاء مآسي أزمة السكن التي تزداد وطأتها خلال الليالي الماطرة والتي تفرض عليها التسلح بجملة من الاحتياطات لتفادي الكوارث، ما أفقدها الأمن والأمان الذي من المفروض أن توفره المنازل لأصحابها.
وحسب السكان فإن مشاكلهم مع أزمة السكن قديمة، وقد أعاقت أي مسعى لتطوير أنفسهم نحو مستقبل مشرق، إذ ونظرا لضيق السكنات التي تؤويهم والتي تضم في غالب الأحيان غرفتين تقطنها أكثر من عائلة، فقد أجبر الجيل الجديد منها إلى استغلال الأسطح والأقبية تفاديا للمشاكل العائلية وتحريرا لها من الضغط، متسائلين عن مصيرهم من عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها سلطات العاصمة منذ 2014، لا سيما أنهم لم يستفيدوا من أي عملية مست قاطني الأسطح طيلة هذه الفترة، وهو ما أثار مخاوفهم من تهميشهم في العمليات المقبلة، ليطالبوا والي العاصمة يوسف شرفة بالتدخل العاجل لإنصافهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة مثل عشرات العائلات التي كانت تقطن الأسطح واستفادت من عمليات الترحيل.
وأوضح هولاء المتضررين أن ولاية الجزائر لم تأخذ بعين الاعتبار الحالة المزرية التي يعيشونها منذ سنوات بالأسطح والأقبية، التي لجأوا إليها نتيجة لأزمة السكن الخانقة، معبرين عن مخاوفهم من الإقصاء، في وقت أكدوا أن ذات المخاوف تزيد مع سقوط الأمطار والأخطار التي تهدد حياتهم في أية لحظة، كلما حل فصل الشتاء، خاصة أن البيوت التي تؤويهم أصبحت غير قادرة على مقاومة التقلبات الجوية، حيث تنفذ إليها المياه من كل جهة، وهو ما يعرضهم لخطر الموت تحت الأنقاض إن لم تتدخل الولاية وتبرمجهم للترحيل في العمليات القادمة.
إسراء أ.