-
وزارة التربية تطمئن بشأن التفاعل الإيجابي مع جميع الانشغالات المرفوعة
يلتحق اليوم أزيد من 11 ملايين تلميذ وسط تجنيد كل القطاعات لانجاح هذا الموعد الهام، وهذا في الوقت الذي صرح فيه وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي عشية انطلاق الدخول المدرسي أن القطاع يسير وفق رؤية إصلاحية متكاملة تعطي الأولوية للاستقرار الاجتماعي للأساتذة وتحسين جودة التعليم والارتقاء بمستوى المدرسة الجزائرية، مؤكداً على التفاعل الإيجابي مع جميع الانشغالات المرفوعة من الميدان.
تنسيق أمني بين الشرطة والدرك الوطني لانجاح الدخول المدرسي
إجراءات ميدانية مكثفتة تعرفها مختلف ولايات الوطن لانجاح الدخول المدرسي الذي سينطلق اليوم تحت تنسيق أمني بين الشرطة والدرك الوطني لتأمين المؤسسات التعليمية حيث شهدت مختلف ولايات الوطن تهيئة المؤسسات التربوية وتدعيم المطاعم المدرسية وتوفير النقل، فضلاً عن تكثيف عمليات الرقابة الصحية للتلاميذ بالتنسيق مع المصالح الطبية. كما تم تسطير خطة أمنية مشتركة بين الشرطة والدرك الوطني لتأمين المحيط الخارجي للمؤسسات التربوية والوقاية من الحوادث المرورية التي عادة ما تتزايد خلال هذه الفترة.
وفي إطار التوجيه التربوي، برمجت وزارة التربية الوطنية الدرس الافتتاحي الموحد لهذه السنة تحت عنوان “الصحة المدرسية والوقاية من المخاطر”، حيث يتم تقديمه منذ اليوم في جميع المؤسسات التعليمية بمختلف الأطوار، بهدف ترسيخ ثقافة الوعي الصحي في الوسط المدرسي، وتحسيس التلاميذ بأهمية السلوك الوقائي في حماية صحتهم وضمان نجاحهم الدراسي. وقد حضر هذا الدرس ممثلو الأسرة التربوية والأولياء، في مبادرة تؤكد البعد التوعوي والتربوي للدخول المدرسي.
وياتي الدخول المدرسي في ظل رهان استثنائي على تحسين المناخ التربوي داخل الأقسام، وتوسيع استعمال الوسائل البيداغوجية الحديثة، مع تعزيز تكوين الأساتذة والرفع من مستوى مخرجات التعليم بما يتماشى مع متطلبات العصر، في وقت يؤكد فيه الفاعلون التربويون أن الاستقرار داخل المنظومة يظل شرطاً أساسياً لتحقيق النهضة المنشودة للمدرسة الجزائرية.
المدرسة الجزائرية: انشغالات الميدان تتحول إلى التزامات فعلية
كما يأتي هذا فيما أسفر اللقاء الذي جمع، النائب زكرياء بلخير، رئيس لجنة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، وزير التربية الوطنية، عن مخرجات عملية تمثل استجابة واضحة لانشغالات الأسرة التربوية عشية الدخول المدرسي 2025/2026. اللقاء شكل محطة مهمة لتشخيص القضايا المطروحة من الميدان وبحث السبل الكفيلة بضمان استقرار المنظومة التربوية وتكريس مبادئ الشفافية والإنصاف.
الحركة النقلية للأساتذة والخرائط المدرسية
وتم الاتفاق على تعزيز الشفافية عبر فتح باب الطعون، وإعلان النتائج على مرحلتين (أولية ونهائية)، إلى جانب فتح ورشة مناقشة لمعالجة إشكاليات الحركة الخارجية الخاصة بزوجات الإطارات وأفراد الأسلاك النظامية. كما تم التأكيد على ضرورة الإسراع في إعداد الخرائط المدرسية، بما يسمح باستغلال المناصب الجديدة عبر حركة استثنائية أو آليات مكملة مبتكرة.
واعتمد اللقاء مقترح الرقمنة الشاملة للمناصب لتفادي الاختلالات بين المؤسسات، مع تعميم رتبة المربي المتخصص في جميع المدارس الابتدائية. كما طُرح ملف مراجعة الأحجام الساعية للمواد، خاصة الفرنسية والتربية الإسلامية، لضمان التوازن والعدالة.
وشدد المجتمعون على ضرورة رقمنة ملف السكنات الوظيفية ومعالجة اختلالاته خاصة في الجنوب. وفيما يتعلق بالاكتظاظ، تم الاتفاق على خطة لبناء مؤسسات جديدة، وتقليص نظام الدوامين، وتحديد 36 تلميذاً كحد أقصى في القسم، مع استغلال الفضاءات غير المستغلة.
الحوكمة والتكوين المستمر
كما تم فتح ملف مراجعة مهام مديري التربية، واعتماد معايير الكفاءة في التعيينات، وإخضاعهم للتكوين الدوري. و توسيع برامج التكوين أثناء الخدمة لتشمل مختلف الفئات، مع إعادة النظر في رزنامة الموسم الدراسي لتتلاءم مع البرامج.
كما تم التأكيد على تكثيف الرقابة الميدانية عبر زيارات فجائية لتقييم ظروف التمدرس، والسماح بالتوقيت المستمر في المناطق النائية. أما ملف المطاعم المدرسية، فقد تمت الدعوة لتحسين نوعية الوجبات وتفعيل المخطط الغذائي الوطني مع رقمنة التسيير وتكوين العمال.
وأعطى اللقاء دفعة لمشروع الألواح الإلكترونية عبر آليات متابعة دقيقة لتفادي تعطيله، في ظل الدعوة الى اعتماد مجالس تأديبية للحد من غياب تلاميذ الأقسام النهائية. كما تمت مناقشة إعادة النظر في التسجيل الاستثنائي للسنة الأولى ابتدائي لتسهيل الاندماج البيداغوجي.
التوظيف والتمويل والصيانة اولويات الوزارة…
ومن بين الملفات التي طرحت على طاولة الوزير، إخضاع الأساتذة المتعاقدين لمقابلات بيداغوجية لضمان الكفاءة، ورفع الاعتمادات المالية المخصصة للإطعام والتجهيز، إضافة إلى تنظيم عمليات الصيانة خلال العطل أو نهاية الأسبوع.
وأكد اللقاء على متابعة أعمال اللجان المكلفة بالمناهج واللجان الإدارية بالمديريات المنتدبة، إلى جانب رقمنة الخدمات الاجتماعية ومتابعة مشاريع ديوان الخدمات المدرسية.
وتم التطرق إلى إمكانية فصل تسيير المدارس الابتدائية عن الجماعات المحلية، والنظر في العودة إلى نظام ست سنوات، مع تقييم أسباب تعثر تعميم التربية التحضيرية، فيما شددت النقاشات على ضرورة مواجهة ظاهرة المخدرات والمهلوسات في الوسط المدرسي بإجراءات استعجالية، إضافة إلى تسريع تطبيق القانون المعدل للتقاعد لفائدة الأساتذة بعد صدوره في الجريدة الرسمية.
و بالمناسبة أكد النائب زكرياء بلخير أن هذه الانشغالات تحولت إلى التزامات عملية ستتم متابعتها عن كثب بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، بهدف تجسيد مدرسة عادلة، عصرية، ومنصفة.
كما جدد التزامه بمتابعة الملفات ميدانياً والعمل على تحقيق تطلعات الأسرة التربوية خدمةً للتلميذ الجزائري ومستقبل المدرسة الوطنية.
سامي سعد