أقطاب عمرانية جديدة للقضاء على النقاط السوداء في قطاع السكن بعنابة

أقطاب عمرانية جديدة للقضاء على النقاط السوداء في قطاع السكن بعنابة

تحول، مؤخرا، ملف السكن وبرامج التهيئة العمرانية بمختلف أنماطها وأنواعها إلى حديث العامة، حيث يطالب نصف سكان ولاية عنابة بتوفير شروط الحياة الكريمة في كل التجمعات السكنية والأحياء وحتى الأقطاب العمرانية الجديدة التي أنجزت أغلبها دون مراعاة شروط ومعايير البناء.

وحسب القائمين على قطاع التنمية بالولاية، فإن الدولة قد رصدت غلافا ماليا معتبرا لإعادة الحياة للقرى والأحياء الشعبية، فرغم أن منطقة عنابة يطلق عليها جوهرة الشرق، إلا أن هذا الشعار بقي منه إلا الاسم، لأن الولاية تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى دوار كبير يحتاج إلى برامج طموحة لإعادة عنابة إلى مكانتها الحقيقية، والخروج من العزلة التي يعيشها السكان منذ عقود كثيرة. ومن أجل مواجهة التهميش وتدني مستوى الإطار المعيشي للمواطن، وضعت المصالح الولائية بعنابة عدة مخططات منها مخطط تجسيد مناطق التوسع العمراني الذي ساعد في وقت سابق في إنجاز بعض المشاريع تخص مناطق عمرانية جديدة.

 

مناطق التوسع العمراني واجهة جديدة لبناء الحظيرة السكنية الهشة بعنابة

ساعد، مؤخرا، مخطط شغل الأراضي الذي قدمه الوالي في جلسة عمل جمعته مع المنتخبين المحليين في تسوية ملف مناطق التوسع العمراني الجديدة التي كانت قد خضعت في أكثر من مرة لدراسة مخططات توجيهية، تابعها العديد من المختصين، وقد شمل المخطط في بداية تطبيقه منطقتي التوسع العمراني سيدي سالم وسيدي عيسى. ولإنجاح عملية الاستثمار في قطاع العمران، عقد مؤخرا والي عنابة جلسة عمل مع ممثلي قطاعات الصناعة والسياحة ورؤساء البلديات المعنية بمخطط شغل الأراضي لإطلاق عملية التنمية في مناطق للتوسع العمراني الذي سيشمل أحياء جديدة تتوفر على كل المواصفات العمرانية، خاصة أن الولاية قد أدرجت مختلف التجهيزات والعناصر الضرورية التي يعتمد عليها في بناء وتشييد مناطق حضرية وأخرى شبه حضرية.

وفي سياق متصل، فإن أهم المناطق العمرانية التي بدأت فيها الأشغال والتي تشكو هي الأخرى من مشكل فوضى العمران بلدية برحال وبالنسبة لبلدية وادي العنب، فإنها تحصلت على حصة الأسد بعد أن بنيت بها المدينة الجديدة عمار بن عودة وذلك لامتلاكها مساحات هائلة من العقار، حيث وافقت المصالح الولائية على تحويلها إلى قطب عمراني، وذلك لتخفيف الضغط على البلديات الكبرى منها عنابة وسط والبوني

والحجار، وذلك من خلال بناء عدد من المرافق الضرورية وربط السكنات الحضرية بالكهرباء والغاز وشبكة الصرف الصحي بالإضافة إلى اللواحق الأخرى.

من جهتها، بلدية البوني بعنابة قد حظيت هي الأخرى باهتمام المصالح الولائية باعتبارها أكبر البلديات من حيث الكثافة السكانية، وقد تم انجاز القطب العمراني الجديد الذي يتوفر على 10 آلاف ساكن جديد، إضافة إلى بعض الإنجازات الأخرى التي تدخل في إطار تعزيز المرافق الصحية والجوارية.

 

توفير العشرات من عقود الايجار لتسوية مشكل السكن

بدأت مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عنابة عملية تسليم عقود الإيجار لحوالي 270 مستفيدا من السكن الاجتماعي، تدخل هذه العملية في إطار برنامج القضاء على السكن الهش بولاية عنابة خاصة منها البلديات الكبرى المتضررة على غرار البوني. وعليه سيتقدم المستفيدون من حصة السكن الاجتماعي التابعون إلى 5 أحياء بالبوني إلى الفروع المعنية بهذه العملية منها بيداري، الشابية، عين الشهود ولعلاليق وغيرها من الأحياء الأخرى مع استحضار معهم بطاقة التعريف الوطنية لاستلام عقود الإيجار التي كانوا قد وقّعوها خلال الأيام الماضية.

وفي سياق متصل، انتهت الجهات المعنية من التحضيرات الأولية منها توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح عملية ترحيل العائلات إلى سكنات لائقة. ورغم تخصيص حصة سكنية كبيرة في الطابع الاجتماعي لبلدية البوني، إلا أن مصالح البلدية سجلت عددا كبيرا من العائلات التي تقطن السكن الهش والبناءات الفوضوية غير اللائقة لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة علما أن دائرة البوني كانت قد أفرجت عن قائمة 494 مستفيدا من السكن الاجتماعي في إطار برنامج القضاء على السكن الهش لسنة 2007 والتي تشمل تسعة أحياء بالبلدية (بوخضرة، بيداري، عين الشهود، لعلاليق، بومعوج، البركة الزرقاء، ليطان، ليكوتاك والشابية) .

 

بريمي يوقف رئيس القطاع الحضري الرابع بعنابة بسبب إهمال القطاع العمراني

توعد، مؤخرا، والي عنابة جمال الدين بريمي بمعاقبة كل المتقاعسين الذين تسببوا في شل العديد من البرامج التنموية بالولاية، قرار الوالي جاء بعد توقيف رئيس القطاع الحضري الرابع بن عابد عبد الحميد الذي لم يؤد مهامه على أتم وجه، ناهيك عن تسجيل سوء تسيير في عملية التنمية، يضيف بريمي، وقد وصف هذا الأخير الوضع التنموي بالمتدهور، خاصة فيما يتعلق بملف الانتشار الواسع للبنايات الفوضوية التي تبنى من طرف المواطنين دون تحرك رئيس القطاع الحضري الرابع، وهو الأمر الذي أثار غضب بريمي لأن هذا الأخير قد أمر في وقت مضى بالقضاء على السكنات القصديرية والفوضوية التي استحوذت على أملاك الدولة، وهو المشكل الذي تسبب في نقص العقار وتعطيل عشرات البرامج السكنية التي كانت موجهة لطالبي السكن، ناهيك عن بناء تجهيزات وفروع استخراج الوثائق الإدارية.

من جهته، يرافق الوالي لجنة خاصة لمتابعة عدد من المشاريع الخاصة بالتهيئة الحضرية الموزعة على مستوى أحياء 8 مارس، واد الفرشة، إضافة إلى مشروع التهيئة الحضرية المسير من طرف مصالح بلدية عنابة. وقد أكد الوالي على ضرورة تحسين الإطار المعيشي للمواطن والاهتمام بالأحياء القديمة، التي تحتاج إلى برنامج طموح لتهيئة الأرصفة وتعميم الإنارة العمومية وتعزيز التهيئة الحضرية.

من جهة أخرى، وجه الوالي كلمة لرئيس بلدية عنابة من أجل استكمال أشغال تهيئة الأرصفة والطرقات على مستوى أحياء كل من لاكولون والريم وعنابة وسط قبل منتصف شهر ماي القادم كأقصى تقدير، مضيفا أن مثل هذه الأشغال تسببت في شل حركة المرور، وهو ما يزيد من غضب المواطن العنابي.

وفي سياق متصل، كشف بريمي عن رصد غلاف مالي قدر بـ 320 مليار سنتيم لإطلاق أشغال التهيئة الحضرية بكل أحياء بلدية عنابة.

 

عائلات من حي بوقنطاس عنابة تطالب بحقها في الحياة

طالب مؤخرا سكان حي بوقنطاس التابع إلى بلدية عنابة بضرورة تحسين مستواهم المعيشي، ورفع كل العراقيل التي تخص قطاع التنمية، بعد تأخر الجهات المعنية في تجسيد برامج التهيئة العمرانية.

وقد أبدى سكان هذا الحي قلقهم إزاء الوضع الذي يوجد عليه، فرغم زيارة المسؤولين له، إلا أن ذلك لم يغير شيئا، وهذا الوضع حسب العائلات مرتبط بإقصائهم من مختلف برامج التنمية، رغم أن حي بوقنطاس كان منذ وقت سابق محروما من كل برامج التهيئة العمرانية بسبب المشاكل الإدارية وتراكمات السنين، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على ملف التنمية ببلدية عنابة ليمس وضع أغلب الأحياء الكبرى التي تضررت بسبب هذا الاهمال والفوضى، بعد أن أقصيت وتحولت إلى شبه تجمعات سكنية معزولة، ناهيك عن غياب بعض مرافق الحياة.

ولإعادة الحياة لحي بوقنطاس، خرج عشرات المواطنين عن صمتهم للمطالبة بحقهم في الحياة الكريمة، وحسب سكان حي بوقنطاس، فإن تدهور الوضع المعيشي وظهور مظاهر الترييف التي أصبحت واضحة للعام والخاص، انعكست على نفسية المواطنين الذين طالما طرحوا انشغالاتهم وهم ينتظرون التفاتة الوالي ومصالح بلدية عنابة لإخراجهم من دائرة العزلة بعد تحويل ملفهم على طاولة المجلس البلدي لبلدية عنابة في الدورات السابقة. ومن الانشغالات المطروحة، تحسين خدمات الصحة الجوارية، خاصة أن الوضع الصحي الراهن يتطلب مجهودا إضافيا للوقوف على نقائص كل العيادات وقاعات العلاج لتوفير كل احتياجات المرضى وعدم تنقلهم إلى العيادة متعددة الخدمات بعنابة وسط التي تعيش هي الأخرى ضغطا كبيرا.

وفي سياق متصل، طرح سكان حي بوقنطاس مشكل تأخر مصالح البلدية في تهيئة مواقف الحافلات للحد من فوضى النقل بالمنطقة وإعادة تنظيم حركة المواصلات إلى جانب التركيز على مطلب ضروري، وهو فتح فرع بلدي جديد من أجل استخراج الوثائق الإدارية وشهادات الميلاد بدل البقاء في الطوابير الطويلة من أجل استخراج وثيقة إدارية، وهو ما يصعب الأمر على كبار السن وحتى المرضى.

 

الغاز الطبيعي يدخل ضمن برامج بناء مناطق التوسع العمراني

وضعت المصالح الولائية بعنابة ورقة طريق تخص الاهتمام بكل مناطق الظل المنسية بالولاية، حيث تم الانتهاء من عملية تمديد وتوصيل القرى بشبكة الغاز الطبيعي، حيث سيتم ربط كل المناطق المعزولة التي تعاني منذ سنوات مع غاز البوتان، العملية ستشمل كل قرى بلديات الشرفة، شطايبي، عين الباردة والتريعات وما جاورها، حيث سيتم تمديد شبكة التزود بالغاز وربط كل المنازل بغاز المدينة.

وفي سياق متصل، كانت قد أفرجت مؤسسة سونلغاز خلال منتصف السنة الماضية عن مشروع تركيب أكثر من 800 عداد كهربائي وزعت على مناطق الظل والقرى النائية ببلديات ولاية عنابة خاصة منها التجمعات السكنية السبع الحضرية المعنية بترحيل المستفيدين إلى سكنات لائقة، وقد وضعت مؤسسة سونلغاز مخطط جديدا يرافقها إلى غاية نهاية السنة الجارية، وعليه سيتم تركيب سلسلة من العدادات الكهربائية من أجل توفير الطاقة الكهربائية والعملية في شقها الأول ستنتهي قريبا وعليه، فإن مؤسسة سونلغاز في سباق مع الزمن من أجل الانتهاء من مشروع تركيب كل العدادات في آجالها المحددة لضمان التغطية بالكهرباء والغاز، وتدخل هذه العملية ضمن المشاريع الخاصة بالنهوض بمناطق الظل وهو برنامج 2021 الذي أعدته الحكومة مؤخرا من أجل تحسين مستوى الاستهلاك اليومي للكهرباء وذلك مع تخفيف الضغط المتزايد على المدن الكبيرة منها عنابة وبقية التجمعات السكنية والبلديات المعزولة مثل الشرفة والتريعات، وتسعى مديرية توزيع الكهرباء بعنابة لتحسين الخدمة لدى الزبون من خلال القضاء على الانقطاعات المتكررة خاصة في فصل الشتاء في انتظار استلام الحصة الثانية من المحولات لإنهاء مشروع الربط بهذه المادة الضرورية خاصة بالمناطق الجبلية وعرة التضاريس.

 

ضغط الكوابل الكهربائية واستقدامها بطريقة عشوائية يثيران غضب سكان عدة أحياء بعنابة

 

طرح منذ أيام سكان البناءات الفوضوية والقصديرية بعدة أحياء منعزلة بعنابة، مشكل الإمدادات الكهربائية العشوائية والتي تعد خطيرة خاصة أمام الإقبال الواسع للبشر من الجهات الأربعة، ولتفادي هذه الفوضى رفع سكان البناءات القديمة شكوى للجهات المعنية التدخل وفض كل مثل هذه التجاوزات التي وصفوها بالخطيرة، لأن مثل هذه الإمدادات غير الشرعية قد تنعكس سلبا على المنطقة، في حالة نشوب شرارة كهربائية أو سقوط سلك كهربائي قد يؤدي بموت المواطنين أو إصابة الصغار والمتمدرسين. وحسب سكان مثل هذه الأحياء، فإن عملية استقدام الكوابل الكهربائية زادت من انقطاع الكهرباء بسبب الضغط العالي خاصة في فصل الشتاء وحتى في شهر رمضان الكريم.

وفي سياق متصل، قد تدخلت منذ أيام مؤسسة سونلغاز بعنابة لوضع حد لمثل هذه السلوكات مع تجسيد مشروع القضاء وإزالة كل الإمدادات الكهربائية العشوائية، حيث ستدخل هذه الأيام عملية متابعة مخالفات المواطنين وسكان البناءات الفوضوية الذين تورطوا في عملية استقدام الكوابل والأسلاك المكشوفة والتوصيلات المتداخلة، مما سيخلف، حسب الشركة، مخاطر كثيرة على المارة خاصة تلك المثبتة على مستوى الأسطح وشرفات العمارات وحتى المساحات العمومية التي تحيط بالأحياء القصديرية والتجمعات السكنية العشوائية، وقد تم إحصاء عدد الأحياء القديمة بمدينة عنابة يستغل سكانها هذه الكوابل، وهو ما انعكس سلبا على وضعية المحولات الكهربائية الكبيرة التي تزود المنطقة بالطاقة الكهربائية.

وفي سياق متصل، تسببت عملية استقدام الكوابل الشائكة في إتلاف العشرات من المواد الكهرومنزلية وكذلك تخريب 4 محولات كهربائية، وهو ما زاد من خسارة شركة سونلغاز .

من جهة أخرى، سجلت مصالح سونلغاز منذ الشهرين الماضيين عدة تجاوزات فيما تخص استقدام الإمدادات الكهربائية غير القانونية، منها تلك الموجودة بالمدينة القديمة بلاص دارم، حيث تم الاستحواذ على المحول الكهربائي المتواجد عند مدخل الميناء وسرقة الكهرباء منه، وهو ما أثار استياء وتخوف العائلات القاطنة بالمحاذاة من بلاص دارم، وسيتم تحويل الملف على طاولة الشركة لوضع حد لهذه المخالفات والتجاوزات والتي كبدت المؤسسة أكثر 30 مليار سنتيم خلال السنة الجارية .

وبناء على الشكاوى المقدمة، ستبذل مؤسسة سونلغاز جهدها لإزالة مثل هذه التجاوزات الخطيرة التي باتت هاجسا يؤرق المواطنين والمسؤولين على حد سواء.

 

ترحيل أكثر من 5 آلاف عائلة إلى سكنات لائقة خلال مارس القادم بعنابة

انتهى، مؤخرا، ديوان الترقية والتسيير العقاري بولاية عنابة من تسوية كل الإجراءات الخاصة بعملية التحضير لترحيل 5999 عائلة خلال شهر مارس القادم لسكنات لائقة، وهذا بعد ترحيل 4160 عائلة خلال السنة الماضية، من بينها 117 عائلة في بلدية البوني، 248 عائلة في بلدية الحجار، و975 على مستوى بلدية سيدي عمار، 2817 عائلة في بلدية عنابة. عملية الترحيل ستجرى بعد الانتهاء مباشرة من توفير كل شروط الحياة الكريمة والربط بمختلف شبكات الصرف الصحي والماء الشروب، الكهرباء والغاز الطبيعي. وخلال دراسة الميزانية الخاصة بالسنة الماضية، فإنه تم تخصيص 851 مليار سنتيم وجهت لمختلف القطاعات التنموية منها 80 مليار خصصت لمناطق الظل، من بين الملفات المهمة الموجودة على طاولة الوالي في الوقت الراهن هو ملف تسجيل 322عملية، وقد نفذ منها 151 عملية و24 عملية أخرى على قيد التسليم خلال مارس القادم وقد رصد لها مخصص مالي فاق 166 مليار سنتيم، وسيتم إنجاز 7 مؤسسات تربوية جديدة لفائدة تلاميذ الثانوية والمتوسط عبر مختلف بلديات ومناطق الظل والقرى، كما تم خلال الموسم الدراسي الحالي تسجيل 22 مشروعا يخص ثانويتين، 5 متوسطات و10 مجمعات مدرسية، بالإضافة إلى وحدة للكشف الصحي نصف داخلية ومطعمين مدرسيين، كما تم توزيع 20 حافلة مدرسية على البلديات النائية لتوفير النقل المدرسي للتلاميذ، وقد تم ربط كل المؤسسات التربوية بالتدفئة مع الحرص لتقديم وجبات ساخنة، وفي انتظار تطوير النمط المعيشي داخل التجمعات السكنية العمرانية والأحياء، تبقى المصالح الولائية بعنابة حريصة على الاهتمام بمطالب المواطن البسيط.

أنفال. خ