الدعوة إلى الله تعالى وظيفة شريفة وعمل صالح جليل، ومن أدلة شرفها وفضلها وعلو مقام أهلها عند الله تعالى في الدنيا والآخرة ما يلي:
– أن الله تعالى أضافها إليه، فجعلها من أفعاله وإحسانه إلى خلقه، كما قال تعالى ” وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ” البقرة.
– أنه تبارك وتعالى قد انتدب لها أشرف خلقه من رسله وأنبيائه، ومن ورثتهم في العلم والعمل من العلماء الربانيين، والأخيار العاملين وصالحي المؤمنين، كما قال تعالى: ” وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ” الأنبياء: 73.
– أنها دعوة لإيصال أعظم حق: وهو التوحيد بأنواعه لمستحقه وهو الله تعالى، قال تعالى: ” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ” النساء: 36. ولقد بعث جميع الرسل والنبيين إلى قومهم داعين إلى هذا الأمر العظيم قائلين: ” اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ” الأعراف: 59.
– أنها دعوة للثقلين إلى ما أنزل الله تعالى لعباده رحمةً بهم: من الهدى ودين الحق الذي يتحقق بإتباعه والاستقامة عليه الأمن والاهتداء، وتطيب الحياة، وتحفظ النعماء والأمن من معيشة الضنك والشقاء .
– أنها دعوةٌ لتجنب الجحيم وما فيها من العذاب الأليم، وهداية إلى الصراط المستقيم، الموصل لمن سلكه إلى جنة النعيم وما فيها من أصناف التكريم، والنظر إلى وجه الله العظيم، والفوز بالرضوان وهو أكبر النعيم.
فلا أشرف من هذه الوظيفة، ولا أحد من الخلق أكرم عند الله تعالى ولا أرحم ولا أنفع للناس وأعظم إحسانًا إليهم ممن قام بالدعوة إلى إخلاص الدين لله تعالى على بصيرةٍ مخلصًا لله تعالى، محسنًا صابرًا محتسبًا، يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه.
موقع إسلام أون لاين