أفضل أيام الدنيا

     أفضل أيام الدنيا

يعيش المؤمنون أوقاتًا مباركة، وأيامًا فاضلة، هي أفضلُ أيامِ الدنيا على الإطلاق، إنها العشرُ المباركات، عشرُ ذي الحجة التي هي بنص الحديث الصحيح: أفضلُ أيامِ الدُّنيا، وفي رواية ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: “ما من عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ الله عز وجل ولا أَعْظَمَ أَجْرًا من خَيْرٍ يعملهُ في عَشْرِ الْأَضْحَى، قِيلَ: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ قال: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله عز وجل إلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فلم يَرْجِعْ من ذلك بِشَيْءٍ”؛ رواه البخاري. أيامٌ فاضلةٌ، وموسمٌ مباركٌ، وأوقاتٌ نفيسةٌ، لا تقدَّر بثمن، والعاقلُ الحصيفُ من يُدرك قيمةَ هذه المواسم، وأنها فرصةٌ سُرعان ما تمضي، وأنَّها إذا فاتت فلا يُمكن تَعويضُها أبدًا، فهنيئًا ثم هنيئًا لمن عزَم على استغلال هذه الأيام المباركة بالأعمال الصالحة.

واعلموا أن أفضل ما يُستحب الإكثار منه في هذه العشر المباركات: ذكرُ اللهِ تباركَ وتعالى وتكبيرهُ وتحميدهُ وتهليلهُ، وذلك بنص القرآن الكريم؛ قال تعالى: ” وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ” البقرة: 185، وقال تعالى: ” وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ” الحج: 28، وجاء في حديث صحيح: “ما من أيامٍ أعظمَ عندَ اللهِ ولا أحبَّ إليهِ العملُ فيهنَّ من أيامِ العشرِ، فأكثروا فيهنَّ من التسبيحِ والتحميدِ والتكبيرِ والتهليل”. ومن أفضل الذكر قراءة القرآن الكريم؛ يقول الصحابي الجليلُ خبَّابُ بن الأرت رضي الله عنه: “تقرَّبْ إلى اللهِ بما استطعتَ، واعلم أنَّك لن تتقرَّبَ إلى الله بشيءٍ هو أحبُّ إلى اللهِ من كلامِه”. ومن الطاعات المستحبِّ فعلُها في هذه العشر المباركة: الصيام، ففي الحديثِ الصحيحِ أنَّ من صامَ يومًا في سبيل اللهِ باعدَ اللهُ به النارَ عن وجه سبعين خريفًا، فكيف بالصوم في أفضل أيام الدنيا، كما أن من أحب الأعمال إلى الله عمومًا الصدقة؛ لقوله تعالى “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” البقرة: 261، ولا شك أن لهذه الأيام المباركة مزيدَ فضلٍ ومضاعفةً أكثر وأكثر، فيا لها من غنيمةٍ عظيمةٍ لا يُحرمها إلا محروم.