“أغورا” مزيج فني جزائري يوناني ساحر في رابع أيام المهرجان… “زوربا” اليوناني يراقص نوبات الموسيقى الأندلسية العريقة

elmaouid

ضمن السهرات الفنية للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في طبعته الـ 13، استمتع جمهور أوبرا الجزائر بوعلام بالسايح، بالعرض الموسيقي المميز الموسوم “أغورا” للثنائي الفني لمياء آيت

عمارة من الجزائر والفنانة اليونانية إيلينا فازيليادي في مزج فني ساحر وعميق استحضر روائع التراث الموسيقي الأندلسي وزخم التراث الموسيقي اليوناني العريق، كما زادت الآلات الموسيقية التقليدية المستخدمة في العرض الفني من نضجه، حيث التقى العود بالسنتور والدف والكويترة والكمان والناي.

وأدت الفنانتان في تناغم وانسجام شذرات من ريبرتوار الموسيقى الأندلسية واليونانية في توليفة صوتية وإيقاعية قوية عكست روح المشروع الفني “أغورا” الذي ينهل من التراث العريق للبلدين، وهو بحق إيقاع في فضاء الحلقة المضيئة للفن الراقي والواعي الذي ولد على ضفاف المتوسط وتشبع بنوره وصلابته وانسيابيته، وإن اختلف النوعان الموسيقيان، غير أنهما يتقاطعان في روح العراقة.

وأمتعت الفنانة المتألقة لمياء آيت عمارة بصوتها الرخيم الحضور بأيقونات الموسيقى الأندلسية العريقة، عكست ثراء الأنماط الموسيقية الجزائرية، فراوحت في برنامجها الفني بين مقاطع من النوبات الأندلسية تعكس جماليات وتقنيات العروبي والحوزي والمالوف منها مقاطع “قم ترى”، “الورشان”، “ثلاثة زهوة ومراحة”، “يا باهي الجمال”، “جاءك الغيث”، من جهتها أبدعت الفنانة اليونانية إيلينا فازيليادي في أداء أغاني تراثية قديمة على غرار “ديفاياري” المفعمة بالشجن والحزن وتروي ألم فراق الأم لابنها الذي سيرحل بعيدا عنها، وكذا أغنية “زوربا” الشهيرة وتمازج صوتي المغنيتين في أداء ساحر لرائعة الفنان الراحل دحمان الحراشي “يا الرايح”.

وقد تفاعل الحضور من الجمهور مع تقاسيم العرض الموسيقي الذي تقاطرت منه نوتات موسيقية سحرية ولدت على ضفاف المتوسط، وأكدت أن الموسيقى هي لغة إنسانية، وهي بمثابة جسر لبناء مستقبل إنساني أجمل.