أغلى ما يملكه المسلم

أغلى ما يملكه المسلم

إن أغلى ما يملكه المسلم في هذه الحياةِ دينه، وكيف لا يكون كذلك وهو بمثابة الروح للجسد؟! وهو سبب سعادته وفلاحه، وسبيلُه إلى الجنة، وبدونه لا يشم ريحَها أبدًا، قال تعالى ” إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ” المائدة: 72، ولا يقبل الله من أحد دينًا سوى الإسلام ” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ” آل عمران: 19؛ ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي”. فالمصيبة في الدين أعظم المصائب؛ ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بقوله: “ولا تجعل مصيبتنا في ديننا”، والمصائب تكون في مال الإنسان أو بدنه أو مسْكنِه أو أهله، وكلها تهون وتسهل أمام مصيبة الدِّين، فمن أصيب في دنياه بموت أو خوف أو جوع أو فقر أو مرض أو غير ذلك، فقد نقص من دنياه ما قدر عليه، ثم إن هو صبر واحتسب ورضي عوَّضه اللهُ خيرًا منه. والمصيبة في الدين على قسمين:  إمَّا أن يُبْتَلى المرء بالمعاصي كأكْل الحرام واعتِقاد السوء، أو يُبْتَلى بما هو أعظم من ذلك كالشِّرْك والكُفْر والنِّفاق وما أشبه ذلك، فهذه مهْلكة مثل الموت للبدن، ومن عَزَّ عليه دينُه هانت عليه نفسُه، فالمُبْتلى في دينه أخطرُ من المبتلى في بدنه، وداؤه أعظم. أما المؤمنون الصادقون فهم متمسِّكون بدينهم، لا يطلبون له بدلًا، ولا يبغون عنه حولًا، فالإيمان حين تخالط بَشاشتُه القلوب فلا يمكن للمؤمن أن يتخلَّى عن دينه فضلًا عن أن يرتد عنه مهما كانت الأسباب، والتمسك بالإسلام له لذَّة عظيمة، كما قال صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَف في النار” متفق عليه. والدين أهمُّ وأعظم المقاصد الضرورية، وحفظ الدين هو تثبيت أركانه وأحكامِه والعملُ على إبعاد ما يخالف دين الله ويعارضه؛ كالبدع ونشر الكفر والرذيلة والإلحاد والتهاون في أداء واجبات التكليف، فما أحوجنا إلى أن نستشعر نعمة الله علينا، وأن نشكر الله تعالى دائمًا أن هدانا لدين الإسلام، وجعلنا من أمة خير الأنام عليه الصلاة والسلام.

 

الدكتور مسلم اليوسف