أغلفة مالية ضخمة لإعادة الاعتبار للقطاع… الخدمة المتدنية ضريبة مجانية العيادات الجوارية بالعاصمة

elmaouid

يجمع سكان بلديات العاصمة على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية على كارثية الواقع الصحي بالولاية، رغم الوعود التي ما يلبث المسؤولون قطعها على أنفسهم للارتقاء بالقطاع والقضاء على النقاط السوداء الكثيرة التي رهنت مستوى الخدمة التي هي في تدني مستمر، وتلقوا خبر فتح عيادات جوارية جديدة باهتمام كبير، أملا في إنهاء كابوس المعاناة داخل مراكز صحية تفتقر إلى أهم الضروريات، بحيث لا يجد المريض أو المصاب ضالته فيها، ويضطر مرغما إلى التنقل للعيادات الخاصة أو إلى المستشفيات التي كثيرا ما يلقى فيها معاناة أخرى تحت عنوان الاكتظاظ والمواعيد المتأخرة إلى أجل غير مسمى.

إسراء. أ

 

لا يختلف اثنان على أن المعاناة التي يقاسيها المريض في تنقله إلى عيادته الجوارية بمختلف بلديات العاصمة لا تقل قساوة عن معاناته مع المرض نفسه، بالنظر إلى الافتقار الملفت لأغلب الضروريات، ما يجعله يلجأ إلى العيادات الخاصة متكبدين مصاريف هم في غنى عنها، وكأن ضريبة مجانية العيادات الجوارية هي المستوى المتدني للخدمة، بحيث تشكو نقصا في الإمكانيات والعتاد الطبي، وتعرف بسوء التسيير والتنظيم وكذا نقص عدد الأطباء، ناهيك عن عدم الالتزام بالمناوبات الليلية كما هو الشأن بالنسبة لعيادة باب الزوار، كما تعاني عيادتا بوروبة وكذا عيادة حي 234 مسكنا بالحراش نقصا فادحا في العتاد الطبي، ما جعل قاعات الانتظار في كل مرة تمتلئ عن آخرها، وتجبر مرتاديها على الانتظار كثيرا قبل بلوغ دورهم، فلا أشعة ولا حقن ولا حتى الضمادات، وعدم توفر أغلب التحاليل التي يحتاجها المريض، فيضطر الأخير للتوجه إلى المستشفيات التي تشهد ضغطا كبيرا، بسبب استقطابه للوافدين من مختلف بلديات العاصمة وحتى من الولايات الخارجية، أما عيادة الكاليتوس فيشكو مرضاها من سوء المعاملة وتفاقم درجة الفوضى والتسيب وكذا سوء التنظيم وعدم التقيد بمواعيد الفتح القانونية، ما خلق اكتظاظا ملفتا بقاعات الانتظار على مدار اليوم، الوضع الذي يخلف حالات من القلق بين المرضى، فيضطر العديد منهم للتوجه إلى العيادات الخاصة هروبا من المشاكل التي يواجهونها عند زيارتهم للمصلحة الجوارية.

وتشكو عيادة الرغاية من غياب كثير من الضروريات على رأسها سيارة إسعاف، وكرس القائمون عليها حالة من التسيب، حيث يتم تجاهل المرضى في ساعات الليل ولا تلبي حاجياتهم.

 

مطالب بفتح تحقيق في أداء القائمين على العيادات الجوارية

خرج مرتادو هذه العيادات عن صمتهم إزاء أدائها والذي أضحى نموذجا حقيقيا للإهمال واللامبالاة، لدرجة جعلت القائمين عليها لا يجدون أي حرج في توجيه المرضى إلى المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة ما يزيد من شقائهم بحجة غياب المعدات أحيانا والفريق الطبي أحيانا أخرى واقتصار الدوام على سويعات قليلة فقط عكس ما يفرضه القانون في حالات مماثلة، الأمر الذي عجل بارتفاع الأصوات المنتقدة لوضعها أملا في إنهاء الخلل، وتمكينهم من خدمة طبية محترمة تحفظ لهم كرامتهم

وتعفيهم من مشقة التنقلات إلى مناطق بعيدة، مشددين على ضرورة فتح تحقيق في هذا الموضوع ودعوا الوزارة الوصية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الإهمال الحاصل، سيما وأن المريض يعجز عن إيجاد غايته ليوجه إلى وجهات أخرى رغم صعوبة الأمر بالنسبة للكثيرين، سيما منهم الحوامل وكبار السن الذين يعانون الأمرين للحصول على خدمة صحية في المستوى، موضحين أن ساعات العمل بها معدودة في غالبية أيام الأسبوع لأقل من ثماني ساعات، رغم توافد المرضى إليها قصد تلقي العلاج.

 

عيادات جديدة لتخفيف المعاناة على سكان العاصمة

سارعت مصالح ولاية العاصمة إلى تعزيز القطاع بهياكل جديدة لتخفيف وطأة المعاناة على السكان الذين يشكون الأمرين لتوفير خدمة طبية في المستوى، وأفرجت عن  16 عيادة متعددة الخدمات موزعة على عدة بلديات بالعاصمة، في إطار تحسين الخدمة العمومية والرعاية الصحية بالولاية ،حيث شدد الوالي السابق عبد الخالق صيودة على ضرورة مواصلة تعزيز قطاع الصحة العمومية ومنحه كل العناية والرعاية والأولوية، وهذا بتسخيرها لموارد هامة من الثروة الوطنية لتطوير المنظومة الصحية والتكفل بأعبائها من حيث الهياكل والتأطير، مكرِّسة في الوقت ذاته مبدأ مجانية الطب وشموليته للجميع، حمايةً للصحة العمومية وتكريسا لمبدأ المساواة في الاستفادة من العلاج، مؤكدا أن الولاية قد بذلت ولازالت تبذل مجهودات كبيرة، كما سخرت أغلفة مالية معتبرة للتكفل بالقطاع وتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة سواء بالنسبة للإنجازات الجديدة أو الترميمات أو اقتناء الأجهزة الطبية وسيارات الإسعاف وذلك بهدف الرقي بمستوى الخدمات المقدمة، مشددا في نفس الصدد على ضرورة الحفاظ على هذه المرافق من خلال السهر على صيانتها وتحسين نوعية تسييرها والرفع من مردوديتها.

 

مسابقة بين المراكز الصحية لتشجيع التكفل الأمثل بالمرضى

بادرت مصالح ولاية العاصمة إلى إجراء جديد من شأنه تحسين أداء المراكز الصحية، من خلال خلق المنافسة بينها عبر مسابقة لأحسن مركز، وهو مشروع جديد أطلق مؤخرا ليكون تقليدا سنويا الهدف منه تحفيز المؤسسات الاستشفائية على بذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق التكفل الأمثل بالمرضى. وقد وقع اختيار اللجنة الولائية المكلفة بانتقاء أحسن المؤسسات الاستشفائية بالولاية على المؤسسات والمراكز التالية: جيلالي بونعامة ببلدية الدويرة كأحسن مركز استشفائي جامعي، جيلالي بلخنشير ببلدية الأبيار كأحسن مؤسسة عمومية استشفائية، الهادي فليسي القطار سابقا كأحسن مؤسسة استشفائية متخصصة، بوشنافة ببلدية سيدي أمحمد كأحسن مؤسسة عمومية للصحة الجوارية، وقد تمّ تكريم هذه المؤسسات والمراكز الاستشفائية من خلال الحصول على تجهيزات طبية ووسائل مادية، وفقا للاقتراحات التي قدمتها المؤسسات الفائزة بالمسابقة والمستلزمات التي هي بحاجة ماسّة إليها.