تجد عديد الأندية الجزائرية الناشطة في البطولة المحترفة صعوبات كبيرة في ضبط برامجها التحضيرية تحسبا للموسم الجديد، بسبب مشاكلها المالية والتنظيمية ومخلفات أزمة “كوفيد 19″، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول إمكانية التزامها بالبروتوكول الصحي المصاحب لعودة التدريبات الجماعية والمنافسة على حد سواء.
وكانت وزارة الشباب والرياضة رخصت لأندية الدوري المحترف فقط (20 ناديا)، بالعودة إلى التدريبات يوم 20 سبتمبر الفارط بعد توقف دام لأزيد من ستة أشهر بسبب جائحة كورونا، وبالتحديد منذ تاريخ 16 مارس الماضي، كما حددت يوم 20 نوفمبر المقبل كتاريخ مبدئي لعودة المنافسة الرسمية.
واستنسخ الاتحاد الجزائري لكرة القدم التجربة الفرنسية للكشف عن هوية بطل الدوري الجزائري الموسم الفارط، بعد أن تم إلغاؤه بسبب فيروس كورونا، واعتمد على ترتيب الجولة الـ22 التي عرفت لعب آخر المباريات قبل التوقف. وعيّن شباب بلوزداد بطلا، فيما تم اللجوء إلى معيار “المعامل النقطي” للفصل بين الأندية المؤهلة للمشاركة الخارجية مع إلغاء الهبوط.
ومنذ 20 سبتمبر الفارط عادت الأندية الجزائرية إلى التدريبات بشكل محتشم، بعد أن تأخر الكثير منها في العودة بسبب مشاكله المالية، وبرزت الأندية “الغنية” الممولة من شركات وطنية، بدخولها المبكر في الاستقدامات والتدريبات، على غرار البطل شباب بلوزداد وشبيبة القبائل ومولودية الجزائر وشباب قسنطينة.
وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم دعا الأندية المحترفة بتحمل مصاريف اختبارات الكشف عن فيروس كورونا “بي سي آر”، وألزمها بتقديم شهادة تثبت ذلك وتحمل توقيع رئيس وطبيب النادي، حتى تبرئ ذمة الرابطة المحترفة لكرة القدم من مسؤولية أي خلاف محتمل حول التعويضات المادية المرتبطة بالاختبارات المذكورة، وهو الإجراء الذي لم تهضمه بعض الأندية، خاصة أن الاختبارات مكلفة بالنسبة لها تبعا لقواعد البروتوكول الصحي، الذي وضعه المركز الوطني لطب الرياضة التابع لوزارة الشباب والرياضة.
ويشترط البروتوكول على الأندية إجراءات طبية صارمة، تتلخص أساسا في إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا عن طريق مسحة الـ “بي. سي. آر” قبل استئناف التدريبات وقبل أي معسكر إعدادي و72 ساعة قبل خوض أي مباراة ودية، كما يتضمن بندا بتأجيل أي مباراة، عندما تسجل إصابة 3 لاعبين أو أكثر بالفيروس لدى أي فريق.
وتشتكي أغلب أندية البطولة المحترفة من أزمة مالية خانقة، زادتها مخلفات جائحة كورونا تعقيدا. ورغم عدم استغنائها عن سوق الاستقدامات “المكلف”، بدت بعض الأندية متحفظة حول قدرتها المادية للالتزام بالكشوفات الدورية عن الفيروس، خاصة أن مسحة “البي سي آر” الواحدة تكلف حاليا 10 آلاف دينار جزائري، في وقت أن متوسط الخاضعين للتحاليل في كل فريق يقارب الـ40 فردا.
شباب بلوزداد أبرز ضحايا “كورونا”
وكان شباب بلوزداد بطل النسخة الأخيرة من الدوري الجزائري، أبرز ضحايا فيروس كورونا قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، حيث تعرض 31 فردا من أصل 40 للإصابة بـ”كوفيد 19″، ما بين لاعبين وإداريين وطاقم فني، ما تسبب في إلغاء تربص بولاية مستغانم. ومارست إدارة النادي تعتيما إعلاميا بخصوص هذه القضية ولم تنشر أسماء المصابين، واكتفت ببيان تطمئن فيه الأنصار.
وطلبت إدارة النادي من جميع المصابين الخضوع لحجر صحي منزلي إجباري لمدة أسبوع قبل الخضوع لفحوص جديدة، ورغم الإمكانات المادية الكبيرة للنادي العاصمي وتوفيره للظروف المناسبة للبروتوكول الصحي، إلا أن عدم التزام بعض لاعبيه به ونقص احترافيتهم كان سببا في انتشار الفيروس وسط الفريق، بعد أن خرق أحدهم إجراءات هذا الحجر في تربص مستغانم، ويتعلق الأمر بالمدافع بوشار، أول المصابين.
تخوفات من عدم التحكم في الوضع بعودة المنافسة
ويخشى متابعون خروج الفيروس عن السيطرة عند استئناف الدوري الجزائري الشهر المقبل، في ظل صعوبة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي والالتزام بقواعد البروتوكول الصحي، لافتقار الملاعب الجزائرية لهياكل تساعد على ذلك، ومن بينها غرف حفظ الملابس الواسعة والمتعددة، فضلا عن التصرفات السلبية لبعض اللاعبين خلال السفريات وبعدها، وهم الذين يعرف عنه تفضليهم العودة فرادى ومع أصدقائهم بعد نهاية كل مباراة.
أمين. ل