مع الانفتاح على السمعي البصري في السنوات الأخيرة وظهور عدة قنوات تلفزيونية خاصة، اقتحم العديد من الإعلاميين هذا الميدان ببرامج مختلفة ومتنوعة المضمون، لكن لا يستقر أصحابها في نفس القناة لمدة
أطول، حيث ينتقل العديد منهم إلى قنوات تلفزيونية أخرى لتقديم نفس البرنامج بنفس المضمون والعنوان وأغلبهم يبرر موقفه بالبحث عن ظروف عمل أحسن وحرية أكبر وأيضا لمن يدفع أكثر. وفي هذا الصدد نتطرق لنماذج بارزة لإعلاميين نجحوا في برامج على قناة تلفزيونية ولمواسم طويلة يفاجئون بعد ذلك جمهورهم بالانتقال بها إلى قناة تلفزيونية أخرى.
توفيق فضيل و”هذه حياتي”

“هذه حياتي” حصة فنية ينتقل من خلالها الإعلامي توفيق فضيل إلى بيوت الفنانين والشخصيات المعروفة في مختلف المجالات للتعرف على حياتهم الخاصة والعائلية، حيث قدمها على قناة “الشروق. تي. في” لأربعة مواسم وكانت تلقى نسبة مشاهدة كبيرة، لكنه فاجأ متتبعي البرنامج بنقله إلى قناة “الجزائرية وان”، مبررا موقفه بأن البرنامج أصبح ينتج من طرف مؤسسة إنتاج خاصة، وهذه الأخيرة لها الحق في تسويق البرنامج والتفاوض مع أصحاب القناة لقبول الشروط، لكن هذا لا يعتبر مبررا للمحافظة على نفس عنوان البرنامج والتعامل مع نفس الضيوف دون إدخال أركان جديدة حتى يشعر المشاهد بالتغيير حقا.
الشيخ النوي يقبل بالعرض دون مبرر

الإعلامي دراجي عامر المعروف بالشيخ النوي صاحب البرنامج الساخر “طالع هابط” الذي قدمه في البداية على قناة “بور. تي. في”، ورغم أنه كان يحقق نسبة مشاهدة كبيرة إلا أن صاحبه قبل عرض قناة “النهار” لتقديم برنامج “طالع هابط” دون تردد، رغم أنه يلقى الكثير من الانتقادات من طرف الجمهور عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” يرفضون فيه نقل البرنامج إلى قناة “النهار” كونه لا يتماشى وخط القناة. لكن الشيخ النوي لم يهتم برأي الجمهور ورغما عنه أصبح يقدم البرنامج على قناة “النهار”، لكن الملاحظ أن الجمهور كان على حق لأن البرنامج لم يعد يقدم بنفس الطريقة التي كان يقدمها بقناة “بور تي في” ليس من باب التغيير، بل أكيد أن الشيخ النوي يسير وفق تعليمات المسؤولين على هذه القناة ولا أحد ينكر أن هذا البرنامج فقد شعبيته ولم يعد يحظى بإقبال كبير من طرف الجمهور.
نسيمة غولي والحنين إلى القناة التي تبنتها في بدايتها

رغم أنها تعرضت للعديد من المشاكل بقناة “الجزائرية” والتي أدت إلى طردها من العمل، لتنتقل بعدها الإعلامية نسيمة غولي إلى قناة الشروق وهذه المرة لتقديم برنامج اجتماعي يعنى بالشأن الصحي والتربوي والأسري، حيث تطرقت فيه باستضافة مختصين في مختلف هذه المجالات إلى عدة مواضيع نالت استحسان متتبعيها، وبعد موسم واحد من تقديم برنامج “عائلتي” على قناة الشروق، انتقلت أو عادت نسيمة غولي إلى القناة التي برزت فيها، ولكن هذه المرة ليس لتقديم برنامج ثقافي وإنما لتقديم نفس البرنامج الاجتماعي “عائلتي” بنفس أعضائه ومحتواه على قناة “الجزائرية وان”.
“اليد في اليد” لنعيم سلطاني

البرنامج التضامني والإنساني للإعلامي نعيم سلطاني “اليد في اليد” الذي قدمه في عدة قنوات تلفزيونية منذ انطلاقه قبل أكثر من 5 سنوات وحظي بإقبال كبير من طرف الجزائريين، حيث يقفون وقفة واحدة في كل مرة لمساعدة عائلة جزائرية بأي منطقة من الوطن تعيش ظروفا اجتماعية قاسية، لكن نعيم سلطاني لم يكلف نفسه عناء إدخال أركان جديدة على البرنامج كأن يقدم مثلا روبورتاجا مصغرا عن حرفة المتطوعين… بل فضّل الإبقاء على نفس النسخة الأصلية.
من “الجزائرية ويكاند” إلى “مهمة مستحيلة”

كما عرف البرنامج السياسي الساخر “الجزائرية ويكاند” الذي كان يقدمه الإعلامي مصطفى كساسي برفقة عبدو سمار والعديد من الأعضاء الآخرين على قناة “الجزائرية”، لكنه تم توقيف عبدو سمار عن التقديم وطرده من القناة، إلا أن مقدم البرنامج مصطفى كساسي رفض الطلب وفضل توقيف البرنامج كاملا بدل أحد أعضائه، لينتقل بعدها وبنفس البرنامج مع تغيير العنوان من “الجزائرية ويكاند” إلى “كي حنا كي الناس” إلى قناة الخبر “كا. بي. سي”، ليتوقف البرنامج مرة أخرى. ويبدأ أعضاء البرنامج دون مصطفى كساسي في البحث عن قناة أخرى تتبنى هذا البرنامج السياسي ليستقر بهم المقام في قناة “بور تي في” بتغيير العنوان دائما، حيث أصبح يحمل اسم “مهمة مستحيلة” دون تغيير في طريقة التقديم وطرح المواضيع.