تأمل أخي المسلم مليا هذه الأعمال، وأحرص على أن يكون لك منها حظ ونصيب:
أولا تعليم العلم، والمراد بالعلم هنا العلم النافع الذي يبصر الناس بدينهم، ويعرفهم بربهم ومعبودهم، ويهديهم إلى صراطه المستقيم، وهنا يتبين عظيم فضل العلماء الناصحين والدعاة المخلصين، الذين هم في الحقيقة سراج العباد ومنار البلاد، وقَوَام الأمة.
ثانيا إجراء النهر، والمراد شق جداول الماء من العيون والأنهار، لكي تصل المياه إلى أماكن الناس ومزارعهم، فيرتوي الناس وتسقى الزروع وتشرب الماشية.
ثالثا حفر الآبار، وهو نظير ما سبق، وقد جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بينما رجل بطريق فاشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له”، قالوا يا رسول الله وإنا لنا في البهائم لأجرا، قال: “في كل ذات كبد رطب أجر”متفق عليه.
رابعا غرس النخل، ومن المعلوم أن النخل سيد الأشجار وأفضلها وأنفعها وأكثرها عائدة على الناس، فمن غرس نخلا وسبَّل ثمره إلى المسلمين، فإن أجره يستمر كلما طعم من ثمره طاعم، وكلما انتفع بنخله منتفع من إنسان أو حيوان.
خامسا بناء المساجد إذا بني المسجد أقيمت فيه الصلاة، وتلي فيه القرآن وذكر فيه الله، ونشر فيه العلم واجتمع فيه المسلمون، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة.
سادسا: توريث المصحف، وذلك يكون بطباعة المصاحف، وشرائها ووقفها في المساجد ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون، ولوافقها أجر عظيم كلما تلا في ذلك المصحف تالٍ، وكلما تدبر فيه متدبِّر، وكلما عمل فيه عامل.
سابعا تربية الأبناء وحسن تأديبهم، والحرص على تنشأتهم على التقوى والصلاح، حتى يكونوا أبناء بررة وأولادا صالحين، فيدعون لأبويهم بالخير ويسألون الله لهم المغفرة والرحمة، فإن هذا مما ينتفع به الميت في قبره.
موقع إسلام أون لاين