أعظم عبادة

أعظم عبادة

إن الخوف عبادة من أهم العبادات القلبية الباطنية التي لا يجوز أن تصرف إلا لله فلا يُخشى إلا الله ولا يخاف المؤمن خوف العبادة إلا من الله ولا يمتلئ قلبه رهبة ووجلاً إلا من رب العباد جل جلاله سبحانه وتعالى. يقول الله جل في علاه ” إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” آل عمران: 175، ويقول سبحانه ” وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” النحل 49: 50. إن العبد المؤمن الموحد يعلم حق العلم أنه مطالب بالخوف من الله وحده فلا يجوز له أبداً أن يخاف خوف عبادة من غير الله فكما أنه لا يجوز له أن يدعوا غير الله ولا يجوز له أن يذبح إلا باسم الله ولا أن يسجد إلا لله فكذلك لا يجوز له أن يخاف إلا من الله. لأن الخوف عبادة أمرنا الله بتحقيقها له وحده لا شريك له فمن خاف من غيره خوف عبادة فقد أشرك. لنسأل أنفسنا سؤالاً هل فعلاً نخاف من الله ونخشاه ولا نخشى أحداً سواه أم تضطرب قلوبنا وتتحرك خوفاً من غير الله أن يصيبها بمكروه لا يقدر عليه إلا الله؟؟

كم من المسلمين اليوم من تجده يخاف من السحرة والمنجمين والكهنة والعرافين وترتعد فرائصه منهم ويخاف من جنهم وشياطينهم ويخشى توقعاتهم وتكهناتهم وينسى أنهم لن يضروه بشيء إلا بإذن الله ولن يمسوه بسوء إلا بأمر الله وأنه لا يعلم الغيب إلا الله ولا يملك النفع والضر إلا هو وحده سبحانه وتعالى يقول الله: ” وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ” البقرة: 102، يقول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: إن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه ويخشوه ويخافوه، ونصب لهم الأدلة الدالة على عظمته وكبريائه ليهابوه ويخافوه خوف الإجلال، فلنملأ قلوبنا خوفاً من الله وحده ولنتقرب إليه رغبة ورهبة حتى نكون من الموحدين لله المتقين له الوجلين منه المعلقين قلوبهم به الذين وصفهم الله بقوله: ” إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ” الأنبياء: 90.