– سنظل نكرر لن يرفع الوباء والبلاء إلا بالتوبة والتزام تعاليم الإسلام: قال الله تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَ_كِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” الأنعام:42-43، وقال: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” الأنفال:33، وقال العباس رضي الله عنه: “ما نزل بلاء إلا بذنبٍ، ولا رفع إلا بتوبة”.
– الإسلام لا ينفي انتقال المرض وسريانه إلى الغير، ولكن ينفي اعتقاد الجاهلية بأن العدوى تعدي بطبعها استقلالًا، وليس بمشيئة الله وإذنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: “فَمن أعدى الأوَّلَ؟” لما سأله الأعرابي: “يا رَسولَ اللَّهِ، فَما بالُ إبِلِي، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟” متفق عليه.
– وضع الإسلام أساس الحجر الصحي في مكافحة الأوبئة القاتلة السارية بما يتوافق مع حقائق الطب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ -يعني: الطاعون-بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: “وفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسَدِ” رواه البخاري.
– استخراج عبودية الضراء، والتي مِن أعظمها: الصبر والرضا، والاحتساب، والدعاء، والانكسار والتذلل لله عز وجل: قال الله -سبحانه وتعالى: “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ” التوبة:51، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ” رواه الترمذي.
– الأخذ بالأسباب المادية المشروعة مع التوكل على الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً” رواه أحمد والترمذي.
– استحضار أن المرض فيه تكفير السيئات ورفع الدرجات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ” رواه الترمذي، وصححه الألباني.
– يستحضر أنه إذا مات بالوباء القاتل، فهو مِن حسن الخاتمة: قال النبي صلى الله عليه وسلم ” … الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ…” رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني. فاللهم احفظنا واحفظ بلاد المسلمين مِن البلاء والوباء، ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.