أعرفك حبيبتي

أعرفك حبيبتي

أعرف أنك فاتنة وجميلة… وراقية

إلى الحد الذي تتجاوزين فيه كل شهقة

كل فتنة …كل دهشة….

أعرف أعماقك الرائعة …

وأعترف أن بحارك زاخرة …..

لكنّ لا سلطة لنا على إدارة الرياح والعواصف…

صعب أن نحتمل كل تلك الموجات التي تقتلع الأعماق

وصعب أن نشرح لبعضنا …

أو نبرر للقدر الجميل …

كيف وقعت بك…؟

كيف توطت بي…؟

ما يشدني إليكِ أبعد من نقطة عابرة

شيء أقوى مني…

فأنا أفهمكِ أكثر من ترددك…وتقلبك…

وتناقضك…

أفهمك بالشكل الذي تتمنى أي امرأة أن يفهمها رجل

وأحبك بالطريقة التي لا تهز عرش كبريائك

ولا تثير عقدك المدمرة ….

تقبلتكِ ملاكا على الأرض ….

وملكة في القلب …

ولكنك رغما عنك…تعودين إلى نقطة الصفر …

ككل الطيور المهاجرة ….

تؤسسين للبدايات ….

تتحججين بالادعاءات.. والتهم والوهم…

لن يحبكِ رجل …

لن تستطيعي أن تحبي رجل ….

وأحببتك!

وليس منّة منكِ أن أحببتني

فخارجي لا حب لكِ …

وخارجك لا قصيدة …..

لا نبض

لا نفس

لا شعور

لا حس

لا وجع

لا ألم

لا شيء

فأنت تختزلين هنا كل شيء…

تلخصين نصف العمر من الأماني

صعب يا رصاصتي الجميلة

أن نترك كل شيء …

وقدرك أن تحرمي من أي شيء ….

وتبقين كما أنت …

وأظل كما أنا…. هنا …

مجردٌ من كل امتياز يسمح لي أن أُقْلع …

أن أغادر

أن أرحل …

مجرد من أي حظ …!!

باحتلال مكان آمن أو استوطن…

ستظل الأوهام والمعتقدات والظنون والتأويلات تطاردني

ورصاص الكلمات يلاحقني…!

وجرحك المسافر يغتالني …!

لأِموت في اليوم ألف مرة … بعيار حبيبتي …

وأظل أوهم نفسي ….

أنك نيران صديقة…!!

وأنه يحدث أن يكون الخطأ في الألف مرة ….

وألقي بكل تلك الهزائم والخسارات على المقدر …

نعم هو قدر أن أنام بيد حبيبتي …!

وقدر أن تموت شفقة على احتضاري البطيء

وسكرات موتي العنيدة …!

قدر أن أكون بهذه الروح الماردة ….

وأن أولد بعد كل طلقة …

عصفورا من رحم القصيدة

وأتنفس بعد كل عيار..

 

بقلم: عبد المالك بدرة -الصحراء-