أعبد الله كأنك تراه

أعبد الله كأنك تراه

في حديث جبريل عليه السلام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك…؛ الحديث”؛ صحيح البخاري، “ومن راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه”، وقال أبو حفص: “إذا جلست للناس، فكن واعظًا لقلبك ونفسك، ولا يغرنَّك اجتماعهم عليك، فإنهم يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك” ، وهذا لقمان الحكيم يُعلِّم ابنه مراقبة الله والخوف من الله وتقوى الله: ” يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ” لقمان: 16. أين الذين علَّموا أبناءهم مراقبة الناس، ولم يعلموهم مراقبة الله، ولم يحذروهم بطشَ الله، ولم ينذروهم نار الله؟ إن لقمان أبٌ يُقتدَى به في تربية الأبناء، فهو يقول لابنه: إن المظلمة أو الخطيئة أو الذنب لو كان مثقال حبة من خردل، فكان في السماوات، أو في الأرض، أو في صخرة صماء فإنها لا تخفى على الله، وسيحضرها يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، فلا تُظلَم نفسٌ شيئًا: ” إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ” الفجر: 14، ” يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ” غافر: 19، ” أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ” العلق: 14، ” وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ” يونس: 61. إن أولي الألباب يؤمنون بالله، ويصدقون كلام الله، ويسيرون في حياتهم كما يريد الله، ويراقبون الله في حركاتهم وسكناتهم؛ فكتب الله لهم سعادة الدنيا، ووَعَدَهم نعيم الآخرة، فنعم أولئك الأخيار، ونعم ما صنعوا. فمن أولئك الجند المكلفين لمراقبتنا: الملائكة؛ إذ وكَّل الله بنا ملائكةً يكتبون ويُحصون ويوم القيامة يشهدون؛ قال سبحانه: ” مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ” ق: 18، وقال سبحانه ” وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ” الانفطار: 10 – 12.

 

موقع إسلام أون لاين