السؤال
منذ 5 أشهر ترتفع حرارتي، ويصيبني التهاب في الحلق، ذهبت لأكثر من مستشفى، عملت عدة تحاليل، فتبين أن لدي تسارعا في دقات القلب، ونقص في فيتامين د، علما بأن وزني لم ينقص، كما أنه عند زوال الحرارة وعلاجها أحس بأني بخير، وتعود مجددا بعد شهر.
قبل شهر تعالجت من التهاب الحلق، ثم ارتفعت حرارتي، كما أن ضرسي يؤلمني، وأيضا حرارة الأذن اليمنى تكون مرتفعة، بينما اليسرى منخفضة الحرارة، ويصاحبها نوم.
هل من الممكن أن تخبرني عن سبب ارتفاع حرارتي؟
علما بأني طيلة الشهور الماضية تناولت أنواع المضادات الحيوية، وأيضا قبل المرض مررت بحالة نفسية سيئة جدا، وأجريت تحليلا لصورة الدم مرتين، حيث كانت كريات الدم البيضاء مرتفعة قليلا بسبب وجود التهاب الحلق.
شيماء. ب
الجواب
يجب أن تعلم أن درجة الحرارة الطبيعية لجسم الإنسان تتراوح ما بين 36.8 إلى 37.5 ، وكل ما بينهما طبيعي، وحتى أقل قليلا أو أكثر قليلا يعتبر في نطاق درجة الحرارة الطبيعية، وقد تتغيّر درجة حرارة الجسم خلال اليوم لعدّة أسباب، منها:
النشاط الجسدي، وارتفاع درجة حرارة الجو المحيطة بالفرد، كأن تكون 40 درجة فأكثر، كما هو الحال في دول الخليج العربي، وكثرة ارتداء الملابس فوق بعضها بطريقة مبالغ بها، فإنّها تزيد حرارة الجسم بشكل كبير خاصّةً إذا لم تتلاءم مع الأجواء المحيطة.
كذلك فإن التعرض لنزلات البرد المتكررة بسبب المكيفات الدافئة في الشتاء والمكيفات الباردة جدا في الصيف، كذلك فقد ترتفع درجة الحرارة لأسباب غير معروفة، أو بسبب الإجهاد، أو العمل تحت أشعة الشمس الحارّة، أو التعرّض لضغط عصبي انفعالي كبير، أو جفاف الجسم من السوائل، أو ضربة الشمس.
والقياس الدقيق لدرجة الحرارة بالترمومتر الزئبقي أو الترمومتر الحديث الذي يقاس به درجة الحرارة في المراكز الصحية والمستشفيات لمدة دقيقة كاملة.
أما مقياس الحرارة في الأذن فهو مقياس غير دقيق للكبار، ومفيد أكثر للأطفال عند ارتفاع درجة الحرارة في حال التهاب الأذن أو اللوزتين.
وقد تؤدي نزلات البرد إلى ارتفاع طفيف في درجة الحرارة فوق 37.8، وعند فحص صورة الدم نجد أن عدد كريات الدم البيضاء طبيعي، وأقل من 10000، أو أن هناك زيادة طفيفة، وأن هناك زيادة نسبية في كريات ليمفوسايت، ولا قلق من تلك الزيادة؛ حيث أنها تعود إلى معدلاتها الطبيعية بعد الشفاء من نزلة البرد، ولا داعٍ لتناول المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد لأنها من اسمها مضاد حيوي للبكتيريا وليس للفيروسات، ولا تساعد في شفاء نزلات البرد، ولا تقلل من عدد أيام الإصابة بها، كما أنه لا يصح تناولها للوقاية من الالتهابات البكتيرية، لعدم فائدة ذلك وعدم جدواه، ولذلك ننصح بعدم تناول مضاد حيوي إلا بوصفة طبيب، كما لا يصح الإصرار على تناوله على غير رغبة الطبيب المعالج.
د/ عمر. ش