تلك الابتسامة الصَّغيرة المرسومة على وجوههم المرِحة الجميلة، التي لا تعرف معنًى للحقد ولا الكراهية، تقهر أكبر قوَّة عسكرية في العالم، وهي الكيان الإسرائيلي، الذي حاول كثيرًا طمس هذه الابتسامة، وحرمانَهم منها، لكنهم فشلوا في هذا؛ لأنها ابتسامة نابعة من قلب أبيض، ترعرع على حب الخير والأمل. المعروف في العالم أن الكيان الإسرائيلي لا يتقبَّل الهزيمة، ويدَّعي أنه صاحب حقٍّ، ويُواصل القتال والقتل، حتى لو كلَّفه ذلك قتْلَ الآلاف، بل الملايين من الأبرياء، كما فعل في العدوان الأخير الذي يشنَّه على “قطاع غزَّة”، وقتل المئات من الأطفال الأبرياء، لا يحاول هذا الكيان تبرئةَ نفسه من المجازر التي يقوم بها في حقِّ أبناء الشعب الفلسطيني؛ لأنه دائمًا يجد من يدافع عنه في الوسط الغربي، وهذا ما يزيده ثقة بأنه صاحب حقٍّ، لا مستعمر جبان. لذلك؛ لجأ إلى استخدام أبشع الطرق في حقهم لطمس هذه الضحكة البسيطة، وتحطيم آمالِهم التي تُثِير جنونَهم، فرضَه عليهم الحصار، ومنْعِ دخول الأدوية إليهم والمستلزمات اليوميَّة، ورَعَبهم بصوت الطائرات، والقصف المستمِرِّ الذي لا يَرحم، لكنهم بالرغم من كل هذه المحاولات الفاشلة التي استُخدِمَت ضدَّهم لتحطيم آمالهم وطموحاتهم، رفضوا الاستسلام والركوع، وأصرُّوا على مواصلة الصمود، وتحقيق حلمِهم الأول والأخير، وهو تحرير المسجد الأقصى المبارك، والعيش في سلام، كباقي أطفال العالم.