أطعمة شتوية تحافظ على اللياقة البدنية وتعزز مناعة الجسم

أطعمة شتوية تحافظ على اللياقة البدنية وتعزز مناعة الجسم

 

مقارنة بحاجة الجسم الغذائية في بقية فصول السنة، يجدر أن تتميز أطباق الأطعمة الصحية في فصل الشتاء بتقليل احتمالات التسبب في زيادة الوزن، وهو الأمر المتوقع طبياً في فصل الشتاء لأسباب عدة. كما يجدر أن تتميز بعملها على رفع مستوى مناعة الجسم لمقاومة إصابات العدوى الميكروبية، وكذلك بتوفيرها الدفء للجسم عبر رفع مستوى عمليات إنتاج الحرارة بالجسم.

وتتطلب تغذية الشتاء كذلك تناول أطعمة تكافح الشعور بالجوع، أي الغنية بالبروتينات والألياف، وكثير منا يسأل: لماذا أنا جائع في الشتاء بالذات؟ والسبب أن انخفاض درجة حرارة الجسم يثير نشاط مناطق معينة في الدماغ، وهي بالتالي تحفز الشهية وتزيد الشعور بالجوع. والقيام بعملية الأكل وبعملية هضم الطعام، يولد الحرارة في الجسم، خصوصاً من العضو الأعلى حرارة في الجسم طوال الوقت، وهو الكبد. ونتيجة لذلك تعتدل حرارة الجسم ويخف الشعور بالجوع. ويُعرف تأثير دفء تناول الطعام بـ “التسخين الحراري”، الذي يبلغ أقصاه بعد تناول الطعام بما بين 30 و60 دقيقة، ويولد الجسم حرارة أعلى بنسبة 10 في المائة تقريباً عمّا كانت عليه الحال في الجوع مع المعدة الخالية من الطعام. أما في حالات الراحة مع الشعور بالبرد ومع عدم انخفاض حرارة الجسم، فإن الجسم لا يحرق مزيداً من الدهون والغلوكوز لإنتاج الطاقة. ولكن مع انخفاض حرارة الجسم بفعل تأثير الأجواء الباردة، فإن الجسم يبدأ بالرعشة في انقباض وانبساط العضلات الجلدية، وتتولد الحرارة آنذاك بفعل حرقها الوقود لإنتاج الطاقة. وكذلك الحال عند الهرولة في الأجواء الباردة، فإن حرق الجسم السكريات والدهون لإنتاج الطاقة ليس كله لتحرك العضلات أثناء الهرولة، بل هناك جزء من الطاقة يستخدمه الجسم في تدفئة الهواء الذي يدخل إلى الرئتين، وتحديداً نحو 26 في المائة من تلك الطاقة المستهلكة أثناء الهرولة في الهواء البارد تذهب لتدفئة الهواء الداخل إلى الرئتين.

“أغذية الإنفلونزا”

حول الغذاء المفيد للتغلب على الإنفلونزا، تقول «رابطة القلب الأمريكية»: “لسوء الحظ، يمكن أن يعني الطقس البارد الكثير من الإنفلونزا ونزلات البرد. إن تناول كثير من الخضروات والفواكه يمنحك العناصر الغذائية المعززة للمناعة لحمايتك من المرض. ويساعد فيتامين (إي) في الحفاظ على نظام المناعة الصحي، بينما يساعدك فيتامين (سي) على مكافحة الالتهابات. ويمكن العثور على فيتامين (سي) في ثمار الحمضيات والكيوي والطماطم والبروكلي والسبانخ. ويمكن العثور على فيتامين (إي) في السبانخ والبروكلي والطماطم”.

ويقول الباحثون من «مختبر المناعة المقارنة» بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «الرمان مصدر وفير لمختلف المركبات النشطة بيولوجياً مع كثير من الآثار الصحية المفيدة، وتشتمل الخصائص العلاجية الفعالة للرمان على مضادات الأكسدة، ومضادات السمنة، والتأثيرات المضادة للالتهابات، والمضادة للأورام. وقد أسفرت تطبيقات استخدام الرمان لعلاج الأمراض، كالسمنة ومقاومة الأنسولين والتهاب الأمعاء والسرطان، عن نتائج واعدة». والرمان له تأثير كبير على النشاط المضاد للميكروبات، والرمان الحلو أفضل في النشاط المضاد للميكروبات وأعلى احتواء على تركيزات حمض الـ “إلاجيك”.

فيتامينات ومعادن لتقوية مناعة الجسم في الشتاء

يقول الأطباء من «كليفلاند كلينك»: «في شأن تقوية مناعة الجسم، تناول الأطعمة التي تعزز المناعة لديك. والغذاء هو المفتاح، لأن من الأفضل الحصول على الفيتامينات والمعادن من طعامك بدلاً من الاعتماد في تناولها على شكل حبوب المكملات الغذائية.

إن نظامك الغذائي يلعب دوراً مهماً في إبقاء الجسم في أفضل حالاته لحمايتك من السموم والعدوى. وإن كثيراً منا لا يتناولون ما يكفي من الفواكه والخضروات الطازجة وغيرها من الأطعمة التي نحتاجها للحفاظ على صحتنا على مدار السنة. ولا يمكنك فقط بمجرد تناول البرتقال أو الـ(غريب فروت) أن تتوقع تطوراً سريعاً لمفعول فيتامين (سي) لمنع الإصابة بالبرد، بل تعتمد صحة جهار مناعة الجسم على تزويد الجسم بمزيج متوازن من الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى الحفاظ على نمط طبيعي في النوم وجرعة كبيرة من التمارين الرياضية». وتجدر ملاحظة أنه «اعتماداً على المكان الذي تعيش فيه وعلى أي وقت من السنة، لا يمكن دائماً الحصول على منتجات طازجة عالية الجودة، ولكن ضع في الاعتبار أن الأطعمة المجمدة وسيلة جيدة طالما اهتم المصنعون بتجميد الفواكه والخضروات عند “ذروة النضج”، أي عندما يحمل المنتج الغذائي قيمة غذائية مماثلة لنظيره الطازج.

وفيما يلي بعض النصائح للحصول على أفضل الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها نظام المناعة لديك:

> فيتامين «سي»: ثمة علاقة متينة بين فيتامين «سي” C وجهاز مناعة الجسم والتغلب على العدوى الميكروبية وسرعة التئام الجروح. وصحيح أنه من الممكن الحصول عليه من فواكه الحمضيات، لكن الفلفل الحار والفلفل البارد هما أعلى منتجات نباتية غنية بفيتامين «سي»، يليهما البقدونس والخضروات الخضراء المورقة، ثم الكيوي والبابايا والفراولة، ثم الحمضيات.

> فيتامين «إي»: مثل فيتامين «سي»، يمثل فيتامين «إي E” أحد مضادات الأكسدة القوية التي تلعب دوراً حاسماً في مساعدة الجسم على مكافحة العدوى. واللوز والفول السوداني والبندق وبذور عباد الشمس كلها غنية بفيتامين «إي»، وكذلك السبانخ والقرنبيط.

> فيتامين «بي – 6»: يعدّ فيتامين “بي – 6″ عنصراً غذائياً بالغ الأهمية، خصوصاً مع تقدمنا في العمر، من أجل تقوية جهاز مناعة الجسم. ويعمل على إيقاف نشاط البكتيريا والفيروسات، ويشارك في إتمام أكثر من 200 تفاعل كيميائي حيوي بالجسم. ومن مصادره الغذائية كل من: الحليب والجبن وسمك السلمون والتونا والبيض والموز والجزر والبطاطا الحلوة والسبانخ والحمص.

 

> فيتامين «إيه» وكذلك الأطعمة التي تحتوي بشكل عالٍ على مركبات الكاروتينات الملونة باللون الأصفر، مثل الجزر والذرى والبطاطا الحلوة وقرع اليقطين والشمام، تزود الجسم بأحد الفيتامينات المهمة لجهاز مناعة الجسم، وهو فيتامين «إيه A” ذلك أن الجسم يحول هذه الكاروتينات إلى فيتامين «إيه» الذي له تأثير مضاد للأكسدة، ولذا هو مهم للمساعدة في تقوية جهاز المناعة ضد العدوى.

 

> فيتامين «دي»: من الأفضل دوماً الحصول على معظم الفيتامينات من الطعام، ولكن قد يكون فيتامين «دي» هو الاستثناء من هذا في معالجة حالات نقصه بشكل واضح. وللوقاية يظل الأساس هو تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (دي)، مثل الأسماك الدهنية (سمك السلمون والماكريل والتونة والسردين)، والأطعمة المعززة به (مثل الحليب وعصير البرتقال والحبوب).

> الحديد: الحديد يساعد جسمك على نقل الأكسجين إلى الخلايا، وهو أيضاً عنصر حاسم في قوة مناعة الجسم. ومن أفضل المصادر الغذائية للحديد مركبات الـ «هيم» الموجودة في اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء، ولذا فإن الأفضل تناول لحم الضأن والبقر ولحوم الدواجن والديك الرومي ولحوم الأسماك، للحصول على الحديد سريع الامتصاص وسريع المفعول في الجسم.

ق. م