أدى الوضع الكارثي الذي آلت إليه غابة حيدرة في الآونة الأخيرة إلى نفور الزوار وعزوف الأطفال والشباب عنها، بعدما حاولوا قدر المستطاع تنبيه السلطات إلى تقهقر فضاءاتها الاستجمامية ونفوق حيواناتها وأسماكها التي
كانت تستقطب الكثيرين لاكتشاف تنوعها، إلا أن حالها استمر في التفاقم نحو الأسوأ إلى أن أضحت مجالا غابيا غير مرغوب فيه، محمّلين في ذلك السلطات المحلية مسؤولية هذه الكارثة خاصة وأنها حولت مسؤوليتها إليها بعدما كانت لسنوات تحت سلطة مديرية الغابات، داعين في هذا الإطار إلى إعادة المياه إلى مجاريها.
أعرب سكان بلدية حيدرة عن امتعاضهم للوضعية التي آلت إليها الغابة رغم الموقع الممتاز الذي تتمركز فيه وتمتعها بكل المتطلبات التي تجعلها حقيقة فضاء سياحيا بامتياز، فهي تتربع على مساحة معتبرة بمكان جد هادئ وبعيد عن ضوضاء العاصمة، وكانت فيما مضى تقصدها الكثير من العائلات من أجل قضاء أوقات مريحة، خاصة منهم كبار السن، والأطفال من أجل اللهو واللعب، ومنهم الشباب من أجل ممارسة الرياضة، غير أن الأمر لم يدم طويلا بعدما همشت وركنت مسؤوليتها على جنب وأضحت أشبه بمفرغة عمومية تتراكم بها العديد من الأوساخ خاصة في الجهة السفلية منها، إضافة إلى نفوق مختلف أنواع الحيوانات التي كانت موجودة على مستواها، فيما تم غلق الشاليه الذي يحتوي على مختلف أنواع الأسماك التي تعرض داخل أحواض، ومنع المواطنين من دخوله وإلقاء نظرة عليها خاصة منهم الأطفال.
وأشار السكان بأصابع الاتهام إلى السلطات المحلية في الوضعية التي آلت إليها خاصة وأنها كانت تابعة منذ سنوات لمديرية الغابات وكانت تحظى بالاهتمام، خاصة وأنها تضم مجموعة من الحيوانات التي تغري الأطفال لاكتشافها، وكانت أكثر سبب يدفع بالسكان إلى التجول بها كونها تمثل نموذجا مصغرا عما يوجد في البراري وعالم البحار، إلا أن بلدية حيدرة تدخلت لتحويل الغابة إليها لتسييرها، فوقفت طوال سنوات إشرافها عليها على عملية التهيئة فقط من طرف العمال لتتجاهل بعدها هذه المهمة التي أضحت تثقل كاهلها بميزانيات إضافية هي في غنى عنها، مشددين في هذا الإطار على ضرورة تحويل عملية تسيير الغابة إلى مديرية الغابات أو مؤسسة ولائية متخصصة في التهيئة، من أجل إعطاء وجه جمالي للغابة، خاصة وأنها تتواجد في موقع جد هام وبعيدة عن الفوضى وتمثل فعلا متنفسا للعائلات، سيما وأن البلدية لا تتوفر على فضاءات خضراء على مستوى منطقتها، ولضمان تجنيب الأطفال مغبة اللعب في فضاءات غابية غير مهيئة، بحيث تتواجد بها الأحجار معرضة إياهم للأذى أثناء اللهو على مستواها.