كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: “اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها”. ولذلك أفضل ما يُشغل الإنسان نفسَه، هو تزكية هذه النفس الأمارة بالسوء. واعلم أخي المسلم أن إصلاحك لنفسك يكون على مراحل أربع وهي:
– إصلاح القلب، فالقلب بصلاحه يصلح الجسد كلُّه، كما قال صلى الله عليه وسلم: “ألا وإنَّ في الجسد مضغةٌ، إذا صلحت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”، رواه البخاري. ولأن الجوارح ترجمان القلب، فهي تعبر عمَّا يُكِنُّه القلب ويستره، ولذا قال أحد السلف الصالح: إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه.
– إصلاح السلوك، فلا بد من صلاح سلوك الفرد، ولذا عني الإسلام بتهذيب سلوك المسلم، فهو عنوان التزامه وتدينه، قال الله تعالى ” وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى” النازعات: 40، 41.
– إعداد الجوارح للسلوك الصالح، كما أن صلاح القلب والسلوك يؤثر بلا شك على جوارح الإنسان، ولذا ينبغي لهذه الجوارح أن تُعَدَّ إعدادًا جيدًا للالتزام بصلاح القلب والسلوك.
– التجهيز لأداء النفس لدور في المجتمع، فالمسلم يحيا في حياته ليؤدي دورًا، لا ليعيش ليأكل، وينام، ويموت كالدواب، وقد هوَّن القرآن من شأن قوم عاشوا بلا هدف ولا رسالة، فقال عنهم ” أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ” الأعراف: 179. فالمسلم يحيا لأداء رسالة في مجتمعه، وقد تحدَّث القرآن الكريم عن هذه الرسالة فقال: “وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” الحج: 77. ولذا أوجب الإسلام على المسلم أن يؤدي دورًا في مجتمعه، كلٌ قدر استطاعته، يقول صلى الله عليه وسلم: “على كلِّ مسلمٍ صدقةٌ”. قيل: أرأيت إن لم يجد؟. قال: “يعتمل بيديه، فينفع نفسه، ويتصدق”. قال: أرأيت إن لم يستطع؟. قال: “يعين ذا الحاجة الملهوف”. قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟. قال: “يأمر بالمعروف أو الخير” قال: أرأيت إن لم يفعل؟. قال: “يمسك عن الشَّرِّ فإنها صدقة” رواه مسلم.