عادت العائلات المتضررة من أزمة السكن في القبة إلى طرح مشاكلها وعرض مجمل العراقيل التي حالت دون تمكينها من نيل حقها في السكن سواء تعلق الأمر بسكان العمارات الآيلة للسقوط والتي صنفت قبل سنوات في الخانة الحمراء أو أولئك الذين يعيشون في شقق ضيقة أو الأسطح والأقبية والذين وجدوا أنفسهم مرة ضحايا لغياب الأوعية العقارية في بلديتهم التي تعرف بالكثافة السكانية ومرة ضحايا لوباء كورونا الذي فرض عليهم تدابير جديدة منها التزام منازلهم المهددة لحياتهم سيما في هذا الوقت بدل التضحية بحياتهم من خلال التردد على الأماكن العامة .
تعيش العائلات القاطنة في العمارات المصنفة في الخانة الحمراء رعبا حقيقيا خشية تهاوي مساكنهم على رؤوسهم في أي لحظة، مؤكدين أنهم يمرون بأيام عصيبة لم يسبق لهم أن عاشوها سابقا سيما مع تزامن أزمتهم في السكن مع وجود جائحة كورونا، مستسلمين لواقع مرير يتجرعون فيه الآلام لوحدهم، فالتشققات انتشرت عبر الجدران والأسقف نتيجة هشاشتها وتآكلها لدرجة انهيار أجزاء منها من حين لآخر، وليس هذا فقط بل إن الترميمات التي كانت تقوم بها العائلات من حين لآخر أضحت بدون جدوى بسبب كثرة الرطوبة وتسرب مياه الأمطار عبرها طيلة فترات الشتاء والخريف.
في ذات السياق، ذكرت بعض العائلات أنها وخوفا من وقوع أجزاء من سكناتها عليهم في إحدى الليالي الماطرة بلغت بها درجة الخطر حد اللجوء إلى الشارع لغاية توقف سقوط الأمطار، غير أن الوضع الذي تعيشه حاليا أضحى الأصعب ويختلف تماما عن سابقه بسبب التدابير وإجراءات الحجر الصحي لمنع انتشار وباء كورونا، وهو ما جعلهم ملزمين بالبقاء في منازلهم لتفادي العدوى .
من جانبهم، يترقب قاطنو الأسطح والأقبية تحقق حلمهم بانتشالهم من الوضع المعيشي المزري الذي يتواجدون عليه منذ سنوات من خلال ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ لهم كرامتهم، خاصة وأن وضعهم يزداد تأزما بسبب مرور قنوات الصرف الصحي على شققهم، فضلا عن ذلك فالحشرات والبعوض تزداد انتشارا داخل وخارج الأقبية محولة حياتهم إلى جحيم .
إسراء. أ