أنا صديقكم نوفل من البليدة، عمري 31 سنة، أمتهن التجارة مع والدي. وأنا جد مرتاح في عملي لأن والدي راض عن أدائي لمهامي، وقد بقي لي التفكير في إتمام نصف ديني لأنني أملك كل الإمكانات التي تمكنني من ذلك، لكن خبرتي بالنساء منعدمة وهذا ما دفعني إلى التحدث مع والدتي في الموضوع فاختارت لي إحدى قريباتها، وعندما تعرفت عليها وجدتها تتوفر على كل المواصفات التي كنت أتمناها في شريكة حياتي، ومع مرور الوقت عرفت أنها يتيمة الأب وأعمامها أخذوا حقهم من الميراث، ووالدتها تعبت كثيرا من أجل رعايتها وتوفير لها ما تحتاج، تعاطفت معها وعوضتها عن كل مع فاتها، وكنت أصرف عليها كل مرتبي، ولما علمت والدتي بالأمر وبختني وطلبت مني أن لا أفعل ذلك وأدخر مالي لحفل الزفاف، فوجدت صعوبة في الأمر، لكني قررت أن أوفر لها كل ما تحتاجه من الضروريات فقط. هذا الأمر لم يعجبها ودخلت معها في مشاكل عويصة، فتحدثت مع والدتها فرفضت التدخل متحججة بأن الأمر يخصنا، فتدخلت أمي لتعيدها إلى رشدها فرفضت العدول عن قرارها لأفاجأ بعد ذلك بمطالبتها لي فسخ الخطوبة متحججة أن عمها يريدها لابنه للتكفير عن ذنبه مع أخيه (مع والدها). صدمتني بوقاحتها، فبحثت عن عمها الذي أخبرني أنها كانت على علاقة عاطفية مع ابنه وتفاهما على خطبتها له بعد حصوله على عمل مستقر، ومع إيجاده للعمل قرر أن يفي بالوعد وتقدما فعلا لخطبتها، ولم يكن يدري (عمها) بهذه الخطبة. وعلمت أيضا أن أعمامها لم يأكلوا حقهم من الميراث، بل تحصلت هي ووالدتها على نصيبهما من الميراث بحسب ما تمليه شريعتنا الإسلامية.
تذمرت بما سمعت وأخبرت والدتي بما حكاه لي عم خطيبتي وقررت فعلا فسخ خطبتي مع مطالبتها بإرجاع كل ما قدمته لها من هدايا وأموال طيلة فترة الخطوبة ، فرفضت كوني كنت أقدم لها كل ما تريد برضاي ولم تجبرني على ذلك.
ومن حينها وأنا تعيش ومقهور ، فهكذا وبكل بساطة أرادت إنهاء علاقتنا ودون أدنى مراعاة لمشاعري وأحاسيسي وحتى أموالي خسرتها من أجلها، وقد شعرت بأني مغفل وغبي لأن من أردتها أن تشاركني حياتي طعنتني في الظهر، ووالدتي ندمت ندما شديدا لأنها هي من اختارت لي هذه الفتاة ولم تكن تعلم أن نيتها خبيثة واعتذرت مني عما حصل لي بسبب اختيارها الخاطئ للفتاة التي أردتها أن تشاركني حياتي، وبسببها فقدت الثقة في كل البنات.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمعاناتي.
الرد:
أولا ليس من حقك أن تحمل مسؤولية ما حدث لوالدتك لأنها دلتك على هذه الفتاة، لأنك لم تخبرها من الأول أنك تصرف عليها، بدليل أنها لما أخبرتها بالموضوع طلبت منك أن لا تتوقف عن ذلك وتوفر مالك لتحضير حفل زفافك وهذا هو الأصح. لكن الفتاة كانت نيتها غير صادقةمعك، لأن بالها كان مشغولا بابن عمها الذي كانت تنتظر أن يجسد وعده ويتقدم لخطبتها، وقد أخبرتك عن قطع علاقتها بأعمامها حتى لا تطلب منها حضورهم في الخطوبة أو عند عقد القران.
وقد خططت جيدا لما أرادت الوصول إليه، ونجحت في تنفيذ خطتها، وأمثال هذه الفتاة كثر خاصة في زمننا هذا، لذا فعليك نسيان ما حدثت وانس هذا الماضي المظلم وحاول البحث عن فتاة مناسبة ولا تفعل ما فعلته مع الأولى وننتظر أن تزف لنا أخبارا مفرحة في هذا الشأن .. بالتوفيق.