شهدت مختلف الأسواق والمحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس بالعديد من بلديات ولاية بومرداس قبل 10 أيام من حلول عيد الفطر المبارك، اقبالا كبيرا للعائلات البومرداسية على شراء الملابس رغم نار الأسعار، وهو الأمر الذي بات يشكل عبئا ثقيلا على هؤلاء، فبالإضافة إلى نار أسعار الخضر والفواكه، جاء دور هذه الأيام الأخيرة التي تعقب حلول مناسبة أخرى وهي العيد، غلاء أسعار الملابس من أحذية وأقمصة وسراويل في مختلف الأعمار والأجناس، وهو ما يعني أن العديد منهم لا يستطيع تحقيق حلم أبنائهم في ارتداء ملابس جديدة كغيرهم من أبناء العائلات الغنية والسبب يرجع إلى الأسعار المرتفعة المتداولة في الأسواق، والتي عرفت زيادات كبيرة بالمقارنة مع التي كانت تعرض في الأيام الأولى من شهر رمضان.
وفي جولة استطلاعية قادت “الموعد اليومي” إلى العديد من المحلات التجارية والأسواق الخاصة ببيع الملابس بكل من سي مصطفى، وسط مدينة بومرداس وكذا خميس الخشنة، لاحظنا الاقبال الكبير للعائلات البومرداسية على شراء ملابس العيد لفلذات كبدهم، غير أنه ما اكتشفناه ونحن نتجول في أرجاء تلك المحلات التجارية أن غالبية أصحاب المحلات رفعوا أسعار الملابس، حيث لاحظنا الاختلاف في الأسعار قبل رمضان وبعد انقضاء 03 أسابيع منه، خاصة وأن الأسر تفضل شراء ملابس الأطفال قبل كل شيء حتى لا يحرموا أولادهم من فرحة العيد رغم تلك الأسعار المرتفعة، مما سيؤثر بشكل مباشر على ميزانية العديد من العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط في تلبية الحاجيات المتعددة لهذه المناسبة، حيث يتراوح سعر الأحذية ما بين 2500 دينار و4000 دينار فما فوق، أي على حسب النوعية وجودة الحذاء، في حين وصل سعر فساتين الفتيات إلى 5000 دينار وسراويل الجينز ما بين 2500 دينار و4000 دينار، كما وصل سعر طقم ملابس الرضع والأطفال الذين لا يتجاوزون سن الأربع سنوات إلى 4000 دينار.
وقد عبر لنا العديد من الزبائن الذين وجدناهم بمحلات بيع الملابس عن تذمرهم من ارتفاع الأسعار، حيث أصبحوا يبحثون عن كيفية إسعاد أبنائهم يوم العيد بأي ثمن، وهو ما أكدته لنا السيدة “سميرة. ف” من خميس الخشنة، التي أبدت تذمرها الكبير من هذا الغلاء الفاحش والكبير في أسعار مختلف الملابس سواء الصغيرة أو الكبيرة، حيث وجدت نفسها واقعة في البحث عن الحل الذي يمكنها من شراء ملابس العيد لأبنائها الثلاثة، أين فاقت تكاليف ملابسهم 4 ملايين سنتيم، وهو الأمر الذي جعلها تغير وجهتها وتفضل البحث داخل الأسواق الموازية وطاولات بيع الملابس أو الاتجاه إلى مكان تباع به الملابس المستعملة، في حين أكدت أخرى من سي مصطفى “أنه رغم غلاء ملابس الأطفال، إلا أنها تقتنيها من عند محلات مخصصة وتكون من جودة عالية، كما أنها لا تستطيع شراء ملابس مستعملة خوفا من الأمراض المتنقلة منها”.
وبين هذا وذاك، يرى الكثير من الزبائن أن سبب ارتفاع أسعار الملابس أياما قبل حلول عيد الفطر المبارك، راجع إلى طمع التجار ورغبتهم في الحصول على نسبة أكبر من الربح، مستغلين الفرصة، كون العائلات تقوم بشراء الملابس مرغمة غير مخيرة، هذا إلى جانب غياب الرقابة التي تعد من بين الأمور التي ساعدت التجار على رفع أسعار الملابس وتخفيضها كما يريدون، بالإضافة إلى عدم وجود أسعار اجبارية يتقيد بها أصحاب المحلات.
في حين أصحاب المحلات التجارية كان لهم رأي آخر، أين أرجع هؤلاء سبب ارتفاع أسعار الملابس بنوعيها إلى ارتفاع مصاريف المحل من كراء ومصاريف التنقل من أجل جلب السلع من دول أوروبية وكذا دفع فواتير الكهرباء والغاز والضرائب وغيرها، وهو ما حتم عليهم رفع الأسعار في خطوة منهم لتفادي الخسارة.
استطلاع: أيمن. ف