أسبوع من الاضطرابات الجوية التي شهدها عدد من الولايات الشمالية كان كافيا لفضح سياسة بريكولاج الأميار وجشع التجار، وكذا ضعف البرامج الخاصة في التعامل مع الأزمات وكذا توفير قوارير غاز البوتان للمناطق غير المغطاة بشبكة الغاز الطبيعي.
طوابير طويلة تعرفها نقاط بيع غاز البوتان خصوصا في ولايات الجلفة وجيجل وتيزي وزو والمسيلة، والمدية والبليدة، إذ تضطر الأسر إلى الاستيقاظ باكرا من أجل انتظار وصول شاحنة التموين بغاز البوتان، وهو ما وصفه أحد المواطنين بـ “محنة الشتاء” لدى السكان، وفي غالب الأحيان يتحكم البعض في شراء عدد من القوارير ليصل سعر الواحدة منها إلى 900 دينار مع موجة البرد والثلوج التي تعرفها المنطقة.
وفي ظل ندرة غاز البوتان، ينتقل سكان البرواقية بالمدية نحو المناطق المجاورة للولاية، وتأسف الكثير لكون أزمة البرد والصقيع دفعت ببعض المضاربين إلى رفع أسعار قارورة الغاز، إذ وصلت بولاية الجلفة إلى ألف دينار، “وهو أمر رضخ له المواطنون في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة والباردة جدا”.
وفي هذا الإطار، أكد مدير الطاقة لولاية المدية عبد الهادي بركات أن الكميات المتوفرة من قوارير غاز البوتان الموضوعة تحت تصرف الزبائن كافية “وبشكل كبير” لتلبية كافة الطلبات الواردة خلال هذه الفترة المصحوبة ببرد قارس. “كل التدابير تم اتخاذها بغية تلبية طلبات المواطنين وضمان تموين منتظم للسوق”، يؤكد عبد الهادي بركات الذي أشار إلى أن مخطط تموين شتوي تم وضعه بالمناسبة من طرف مؤسسة نفطال
“لتلبية الطلبات المحلية المتعلقة بقوارير غاز البوتان”. وأكد نفس المسؤول أنه “لم تسجل إلى غاية اليوم أية ندرة في تخزين هذه المادة”، بالرغم من الاستهلاك الواسع المسجل منذ بداية التقلبات الجوية، لافتا إلى أن الحالات النادرة المسجلة على مستوى دائرة تابلاط “سببها اقتناء عدد هام من قوارير غاز البوتان من طرف مربي الدواجن ولا يعود لمشكل توزيع أو تموين”. وتم اتخاذ تدابير في هذا الشأن بالتنسيق مع مؤسسة نفطال لتدعيم وسائل التسليم ورفع المخزون تحسبا للطلب المتزايد على هذه المادة.
وأوضح أنه سيتم مضاعفة قدرات تعبئة مركزي بني سليمان والزوبيرية اللذان يضمنان جزء من الإنتاج المحلي لتصل إلى حدود 12000 قارورة يوميا بدل الـ 8000
و9000 قارورة يوميا في الوقت العادي. وفي حديثه عن الجهود المبذولة حاليا من طرف مؤسسة نفطال لضمان تموين منتظم للسوق، كشف المصدر أنه تم بيع زهاء الـ 153 ألف قارورة غاز عبر تراب الولاية خلال الأربعة أيام الأخيرة، مفيدا كذلك بتموين السوق بمعدل 830 26 قارورة في اليوم بين 12 و16 من الشهر الحالي.
وتم تسجيل استنادا لذات المسؤول حجم استهلاك إضافي مقارنة بمعدل استهلاك الولاية في الفترة غير الشتوية الذي يتراوح بين 15000 و18000 قارورة، الأمر الذي استدعى مضاعفة الجهود سيما بالنسبة لسكان المناطق الريفية لضمان قضاء شتاء دافئ.
رفع حجم إنتاج قوارير غاز البوتان إلى أكثر من 50 ألف وحدة يوميا بالبليدة
عمدت مقاطعة غاز البترول المميع للمؤسسة الوطنية لتسويق وتوزيع المواد البترولية “نفطال” بالبليدة، منذ بداية موسم الشتاء، إلى الرفع من قدراتها الإنتاجية إلى 55 ألف قارورة غاز يوميا، بغية تغطية الطلب على هذه المادة الطاقوية، حسب ما كشفت عنه رئيسة مصلحة التسويق بالنيابة على مستوى هذه المؤسسة.
وأوضحت السيدة مهدية جبالي أن مقاطعة غاز البترول المميع للمؤسسة الوطنية لتسويق وتوزيع المواد البترولية “نفطال” بالبليدة التي تقوم بتزويد أربع ولايات (تيبازة والبليدة وعين الدفلى وغرب المدية) اتخذت منذ بداية موسم الشتاء عدة تدابير ترمي إلى تلبية جميع طلبات السكان بهذه المادة البترولية بما فيها الرفع من قدرتها الإنتاجية.
وبلغ عدد قوارير غاز البوتان التي يتم توزيعها بشكل يومي، استنادا لذات المصدر، الـ 51 ألف قارورة، 23 ألف منها يتم توزيعها على مستوى مختلف مناطق وبلديات ولاية البليدة غير الموصولة بشبكات الغاز الطبيعي، تضيف السيدة جبالي.
ومن بين مجمل الإجراءات التي تم تسطيرها تحسبا لحلول موسم الشتاء، رفع عدد فرق الإنتاج من فرقة واحدة إلى ثلاثة فرق مع ضمان العمل والتوزيع ليلا إلى جانب تدعيم الموارد البشرية.
وبهدف تفادي تسجيل ندرة في هذا المنتوج واسع الاستهلاك على مستوى المناطق التي غالبا ما تعزلها الثلوج كالشريعة وصوحان والقرى الواقعة بأعالي المناطق الجبلية، عمدت مقاطعة غاز البترول المميع “نفطال” إلى تدعيم كل بلدية بمخزون احتياطي يقدر بـ 200 قارورة.