هي من أهم الممثلات في تاريخ السينما المصرية، لُقّبت بـ “دلوعة السينما” وحققت شهرة لا يزال صداها حتى الآن في أذهان محبيها، هي _شادية_ التي حفرت اسمها بتاريخ الفن، والتي حملت حياتها الكثير من الأسرار.
لقد تعرضت شادية للخطف حين كانت تبلغ من العمر 6 سنوات، ففي أحد الأيام وبينما كانت تلعب أمام البيت، تقدمت منها سيدة ترتدي ملاءة لف وأخذت تحدثها بحنان وقدمت لها بعض الحلوى فارتاحت لحديثها والتهمت الحلوى اللذيذة، وبعدها لم تشعر بنفسها فكانت الشوكولا تحتوي على مخدر.
حملتها المرأة وأختها إلى مكان مجهول، فاستيقظت شادية لترى نفسها إلى جانب حمار وخروف وجاموسة وامرأة قبيحة، غير المرأة التي خطفتها، وبعد قليل سمعت في غرفة مجاورة صوت بكاء طفلة، فأدركت أنها مخطوفة مثلها.
أما عن كيفية إنقاذها، فقد جاء رجلان يرتديان ملابس بلدية وأخذا يتحدثان مع المرأة بصوت منخفض، فهمت منه أنهما يتحدثان عنها وعن الطفلة الأخرى، وفجأة نشب خلاف بينهما واعتدى الرجلان على المرأة بالضرب. وبعد ذلك استغلت شادية الفرصة وهربت من البيت، والتقت برجل طيب سلّمها الى الشرطة، التي كانت تبحث عنها.
وبالنسبة لحياتها العاطفية أول حبيب لشادية كان ضابطاً في الجيش المصري، وتقدّم لخطبتها حين كانت تبلغ من العمر 19 عاماً وأحبته كثيراً، لكن قصتهما لم يكتب لها الاستمرار، فاستشهد حبيبها في حرب فلسطين عام 1948.
وقبل هذه العلاقة كان الممثل محمد فوزي قد أغرم بها، بعد أن شارك معها في فيلم “العقل في إجازة”، وكان عمرها سبعة عشر عاماً وطلب يدها من والدها، الذي رفض هذه الزيجة لأنه رجل متزوج.
أول زيجات شادية كانت من الممثل عماد حمدي، الذي كان متزوجاً قبلها من الممثلة فتحية شريف، ولديه ابن منها.
تعرّف عليها خلال حملة شارك بها الفنانون لجمع التبرعات عام 1953، ووافقت شادية على الزواج منه، على الرغم من أنه كان يكبرها بسنوات، لكن هذه العلاقة لم تستمر بسبب الغيرة المفرطة، ومع ذلك بقيت العلاقة ودية بينهما.
بعد طلاقها من عماد حمدي، وقعت شادية في حب الفنان فريد الأطرش، وأوشكا على الزواج حتى أنها اشترت الفستان، لكن فريد سافر وأخبرها بتأجيل موعد الزفاف، مما أغضبها فاتصلت بالمهندس عزيز فتحي، الذي كان يرغب في الزواج منها، فوافقت على طلبه لكن استمر ذلك الزواج 5 أشهر فقط.
جمعتها علاقة بالممثل _صلاح ذو الفقار_، خلال تصويرهما فيلم “أغلى من حياتي” عام 1965، وتزوجا بعد انتهاء التصوير وعاشا أوقاتا سعيدة سوياً، إلا أنهما لم ينجحا في إنجاب أولاد، مما أثّر على علاقتهما، فحصلت العديد من الخلافات وصلت الى الانفصال، فتدخل العديد من الأشخاص لحل الخلاف، فعادا الى بعضهما لكنهما اتخذا قرار الطلاق مرة ثانية عام 1973، ومن وقتها قررت شادية ألا تتزوج مرة أخرى.
واعتزلت شادية في عمر الخمسين، بعد تفرغها للدين، وقالت: “إن سبب اعتزالي المواقف العديدة التي مررت بها وجعلتني أبتعد عن هذا الطريق، فقد قال الحق (إن الله يهدي من يشاء)، وقد عرفت الطريق الصحيح وهداني الله تعالى إليه ومكنني من التمسك به لأتعرف على ديني وأعيش في رحاب الله… غيرت مجرى حياتي لأعرف معنى السعادة الحقيقية في رعاية الأطفال الأيتام”. كما تبرعت بكل مدخراتها لصالح الجمعيات الخيرية.
وتوفيت شادية يوم 28 نوفمبر عام 2017، عن عمر ناهز الـ86 عاماً، بعد صراع مع المرض بمستشفى الجلاء العسكري.