أستاذ التاريخ أحمد بن يغرز: ملف الذاكرة هو ملف جزائري بالأساس

أستاذ التاريخ أحمد بن يغرز: ملف الذاكرة هو ملف جزائري بالأساس

 

أكد أستاذ التاريخ في جامعة خميس مليانة، أحمد بن يغرز أن “فرنسا في تعاملها مع الجزائر، وتحديداً مع ملف الذاكرة، تسترشد باستراتيجية واضحة، قد تتنوّع فيها التصريحات، وقد تتفاوت في حدود أسقفها، وقد تتعدد الأدوار، لكنها في النهاية تعبر عن رؤية منسجمة تراعي التوازنات السياسية الداخلية، وتستوعب التناقضات التي تحيط بهذا الملف”.

ويضيف: “لذلك لا أستغرب موقف ماكرون، فهو يريد مكاسب بدون دفع أثمان كبيرة، يريد إدارة إعلامية للموضوع وليس تناولاً حقيقياً له، ولا أتوقع أكثر من ذلك”. ويعتبر أن ذلك يدفع إلى القول إن “ملف الذاكرة هو ملف جزائري بالأساس، وأي رهان يجب في اعتقادي أن ينطلق من هنا”.

ويضيف: “يمكن تدويل هذا الملف في جعله مطلباً جماعياً لكل ضحايا السياسات الاستعمارية في إفريقيا وآسيا، وربما يعطي ذلك وزناً لهذا الملف في الضغط على الدول الاستعمارية، وفي مقدمتها فرنسا”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكّد في مقابلة صحفية، أنّه لن يطلب “الصفح” من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم.

وفي مقابلة مطوّلة أجراها معه الكاتب الجزائري كامل داود ونشرتها أسبوعية “لوبوان” الفرنسية، قال ماكرون: “لست مضطراً لطلب الصفح، هذا ليس الهدف. الكلمة ستقطع كلّ الروابط”.

وأوضح الرئيس الفرنسي أنّ “أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نقول أننا نعتذر وكلّ منّا يذهب في سبيله”، مشدّداً على أنّ “عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب، إنّه عكس ذلك تماماً”.

وأوضح أنّ عمل الذاكرة والتاريخ “يعني الاعتراف بأنّ في طيّات ذلك أموراً لا توصف، أموراً لا تُفهم، أموراً لا تُبرهَن، أموراً ربّما لا تُغتفر”.

ب-ص