يشهد الأسبوع الجاري حركية ثقافية مميزة، يبدو أن العطلة الشتوية هي من فرضتها أو على الأقل منحتها دفعا قويا بعد فترة ركود طويلة أملتها جائحة كورونا مثلما يريد فاعلو القطاع تبرير ذلك.
ولم تقتصر هذه “الاستفاقة” الثقافية على العاصمة فقط، بل شملت مختلف المدن، حيث انطلقت، السبت، فعاليات الطبعة الـ 14 من تظاهرة “أيام عنابة للفيلم القصير” التي يقترح منظموها على عشاق الفن السابع عرض 20 فيلما قصيرا من إنتاج سينمائيين شباب قدموا من 10 ولايات بالوطن.
وأدرجت في إطار هذه التظاهرة التي تنظم بمبادرة من جمعية “ضوء المتوسط” لمدينة عنابة بالتعاون مع مديرية الثقافة والفنون بالولاية ودار الثقافة محمد بوضياف، ثلاث فئات من الأفلام القصيرة هي “الفيلم القصير الروائي والفيلم القصير الإشهاري إلى جانب الفيلم القصير الغنائي”، وفقا لما أوضحه رئيس جمعية “ضوء المتوسط” أحمد هامل .
وتتناول الأفلام المشاركة، كما صرح السيد هامل، مواضيع اجتماعية مختلفة، بالإضافة إلى أنواع جديدة من أفلام الخيال العلمي التي وظف فيها السينمائيون الهواة تكنولوجيا المؤثرات البصرية.
وستشكل هذه الطبعة التي تشهد حضور عدد من الوجوه السينمائية الجزائرية من ممثلين ومخرجين على غرار الممثل حسان كشاش والمخرج أحمد زير فرصة للاحتكاك بالنسبة للمواهب الشابة واكتشاف المواهب السينمائية، استنادا للمتحدث.
ومن السينما إلى الأدب، حيث ستكون مستغانم عاصمة للشعر باحتضانها لفعاليات الطبعة الرابعة من المهرجان الوطني لشعر الشباب في الفترة الممتدة بين 18 و22 ديسمبر الجاري.
وأوضح المدير الولائي للشباب والرياضة، رمضان بن لولو أن هذه “التظاهرة الثقافية والشبانية التي تم تأجيلها العام الماضي بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19)، تعرف مشاركة زهاء 70 شاعرا وشاعرة من 31 ولاية يتنافسون الى غاية 22 ديسمبر في مسابقات المهرجان الثلاث في الشعر العربي الفصيح والملحون والشعر الأمازيغي.”
وسيتم على هامش هذه التظاهرة، تنظيم الندوة الوطنية الرابعة حول شعر الشباب بمشاركة أساتذة وباحثين مختصين بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي، وستخصص هذا العام لموضوع “الشعر الحماسي في الثورة الجزائرية”، يضيف ذات المسؤول.
كما يتضمن البرنامج ثلاث ورشات تكوينية في الأصناف الشعرية الثلاثة وأمسية أدبية وسهرة فنية تحفل بمختلف الطبوع الموسيقية المحلية، فضلا عن رحلة ترفيهية و سياحية للتعرف على المعالم التاريخية والأثرية لمدينة مستغانم.
للتذكير، توج بالطبعة السابقة التي أقيمت في بداية 2020 (متأخرة عن 2019) الشاعر محمود بن زازة من ولاية ورقلة (فئة الفصيح) ومعطاوي حسين من المسيلة (فئة الملحون) وحسين دحو من أم البواقي (فئة الأمازيغي). ونال شعراء ورقلة المرتبتين الثانية والثالثة في فئتي الملحون والشعر الأمازيغي، وعادت الجوائز الأخرى لولايات غرداية والأغواط وقسنطينة وتيارت.
ويهدف المهرجان الذي تنظمه مديرية الشباب والرياضة لولاية مستغانم، بالتنسيق مع جمعية نشاطات الشباب “تواصل”، إلى انتقاء وصقل المواهب في المجال الشعري
والأدبي وتشجيع الشعراء الشباب وتطوير إمكاناتهم اللغوية والبيانية وترقية الذوق الفني في مجالات الفصيح والشعر الشعبي (الملحون) والأمازيغي، كما أشار إليه المنظمون.
وتنظم هذه التظاهرة بدار الثقافة محمد بوضياف وتهدى للممثل القدير صالح أوقروت باعتباره أحد مؤسسي تظاهرة “أيام عنابة للفيلم القصير”، مثلما تمت الإشارة إليه .
ب/ص