أسبوعان لمعرفة من سيقضي على الآخر: كورونا أم هذا الدواء

أسبوعان لمعرفة من سيقضي على الآخر: كورونا أم هذا الدواء

العالم بأسره يقاتل فيروس “كورونا” المستجد، من خندق فيه ما تيسر من الأدوية، أشهرها واحد برز اسمه قبل أيام قليلة فقط، بعد أن خرج من الخندق إلى ساحة المعركة بشعار: “يا قاتل يا مقتول” فدار نزال، لم تتضح نتائجه الكاملة بعد، إلا آخر أفريل الجاري، كما يتوقعون.

الدواء هو Remdesivir المضاد للفيروسات، وأنتجته شركة أدوية أميركية قبل عامين، للعلاج من فيروس “ايبولا” الشهير، وفقاً لما تلخص بسيرته، المتضمنة أنه للعلاج أيضاً من “حمى نزفية” يسببها فيروس Marburg الذي تفشى أول مرة في 1960 بألمانيا ويوغسلافيا السابقة، لكنه قد يكون حاسماً ضد المستجد.

أما الشركة المنتجة، فهي Gilead Sciences الناشطة بصناعات بيو- صيدلية حيوية، منذ تأسست في 1987 بولاية كاليفورنيا، وهي من ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية بعددها السبت، أن أسهمها ارتفعت 14% بتعاملات بورصة نيويورك الجمعة، لأن عدداً من المصابين بكورونا، ممن كانوا بحالات خطرة، خرجوا من مستشفى تابع للجامعة الطبية بشيكاغو، متعافين بعد أيام قليلة من علاجهم بدوائها البالغ ثمنه 9 دولارات، وفق جدول نشرته في 10 أفريل الجاري مجلة Forbes  الأميركية، عن أسعار أدوية قد تنفع في العلاج من كورونا.

وأول من نشر خبر ما حققه Remdesivir  لمن خرجوا متعافين، ليست وسيلة إعلامية كيفما كان، بل موقع أميركي شهير وموثوق، هو Stat News المتخصص منذ تأسس قبل 5 سنوات بالشؤون الصحية والطبية.

قبل أسبوع حصل Stat على فيديو تم تسريبه من الجامعة الطبية بشيكاغو، وتظهر فيه متخصصة من الجامعة بالأمراض المعدية، وهي تتحدث إلى زملاء لها من الأطباء الذين عالجوا المصابين بالدواء، وتراجع معهم نتائج ما حققوه، وقالوا : “أفضل خبر، هو أن معظم مرضانا خرجوا (سالمين) بالفعل، وهو أمر رائع.. لم تحدث سوى حالتي وفاة فقط”.

وأضافوا أن الدواء “جعل حرارة الكثيرين منهم تنخفض بسرعة، وتم نزع بعض أجهزة التنفس عن عدد منهم في اليوم التالي، ولم يكمل معظمهم الدورة الكاملة لمدة 10 أيام”، لذلك سعى موقع Stat من بعدها وراء التفاصيل، وتأكد أن لقطات الفيديو حقيقية، فنشر الخبر الذي نشر الأمل مرفقاً بالحماسة في معظم العالم.

ملخص الخبر، أن أطباء المستشفى، عالجوا 125 مصاباً، ممن كانت حالات 113 منهم حادة وخطرة، وتم شفاء الجميع بالدواء الذي أحدث بكل مصاب انتعاشات سريعة مما كان معتلاً به ويعاني من أعراضه.

مع ذلك، حذر علماء، نشرت وسائل إعلام أميركية ما قالوه أمس وقبله، بأن من المستحيل تقريباً الحكم على فعالية عقار تم تطويره للعلاج أصلاً من “ايبولا” إن لم تظهر نتائج التجارب كاملة، فيما أصدرت الشركة بياناً قالت فيه: “مع أن ما تم نشره مشجع، لكنه لا يوفر قوة إحصائية لازمة لتحديد سلامة وفعالية remdesivir كعلاج من الفيروس” ووعدت بأن البيانات الأفضل ستكون متاحة بحلول نهاية الشهر الجاري، وصدر الشيء نفسه تقريباً عن مستشفى الجامعة الطبية بشيكاغو، لذلك سيتضح بعد أسبوعين من يهزم الآخر: ريمديسيفير الدواء، أم كورونا الفيروس؟

الوكالات