يقول بعض الخبراء إن هناك نوعين من الضوضاء، الضوضاء البنية وهي الفوضى الصاخبة والضوضاء البيضاء وهي صوت ثابت، وهذه الأخيرة يمكنها أن تساعد الأشخاص على النوم من خلال إخفاء الضوضاء الخارجية وتعزيز الاسترخاء.
وحسب خبراء النوم، هناك في الواقع عدة أسباب قد تجعلنا نحتاج أو نريد الضوضاء للنوم.
الصمت قد يقود إلى الأرق
بمجرد وجودك في جو صامت قد تتسابق الأفكار في عقلك، وتتلاحق الأصوات داخل رأسك عن المهام التي لم تنجَز، أو مواقف تعرضت لها خلال اليوم، لذا من المنطقي أن تكون هناك حاجة إلى أي شيء آخر مريح.
وبهذا الخصوص، أوضح الخبراء أنه بالنسبة لأولئك الذين يعانون القلق، يمكن أن يؤدي الصمت إلى سباق الأفكار في عقولهم، لذا فإن وجود بعض الضوضاء في الخلفية يمكن أن يكون مهدئاً.
وبالإضافة إلى توفير الراحة، يمكن للأصوات أن تشتت الانتباه عن الأفكار المُقلقة.
وفي ذات السياق، قال الدكتور نيل هاريش باتيل، طبيب الطب العائلي في مستشفى بروفيدنس سانت جوزيف بجنوب كاليفورنيا: «قد يستخدم الأشخاص الذين يعانون القلق أو لديهم أفكار متسارعة، الصوت والموسيقى لتجنب النظر داخل عقولهم، قد يتجنب بعض الأشخاص الصمت، لأنه يجبرهم على الجلوس دون انقطاع مع تدفق أفكارهم”.
تخفف من الإزعاجات المحيطة بنا
يمكن أن تكون جميع أنواع الإزعاجات موجودة حولك في الليل، مثل الجيران وصفارات سيارات الإسعاف والشرطة الصاخبة.
لذا يمكن أن تكون ضوضاء أخرى ممتعة، مثل لحن هادئ أو برنامج تلفزيوني خفيف الظل، موضع ترحيب هادئ يساعدك على النوم.
وقالت دانييلا ماركيتي، طبيبة ومتخصصة معتمَدة في النوم: «الضوضاء البيضاء مفيدة بشكل خاص لمرضاي الذين يعانون طنين الأذن، والذين يجدون أنه من الأفضل التركيز على صوت مختلف عن الرنين الذي يختبرونه عادةً”.
وأضافت “يمكن أن تكون مفيدة أيضاً للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية التي قد تكون فيها الضوضاء صاخبة، كما أن لها فوائد لعمال المناوبات الليلية، الذين قد يحتاجون إلى التغلب على ضوضاء النهار للنوم”.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
شرحت المختصة كيف قد يكون اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط مؤثراً على النوم، وقالت: «غالباً ما يجد الأشخاص المصابون بالاضطراب أن الأصوات الثابتة تساعدهم على التركيز والاسترخاء”.
يمكن أن تساعد الأدوية والمكملات الغذائية وممارسة روتين النوم، وحتى بعض التطبيقات أيضاً، الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على النوم.
الصمت قد لا يكون مريحا
عندما تكون حياتنا غالباً مليئة بالانشغال المستمر والضوضاء والركض في جميع أنحاء المدينة، فإن الصمت يشكل تناقضاً صارخاً ومزعجاً.
ويشير الخبراء إلى أن الناس “تستخدم الضوضاء الخارجية لأنهم اعتادوا مستويات منخفضة من الصوت في الخلفية، ويشعرون بعدم الارتياح في الصمت”.
لذا قد يبدو الصمت مزعجاً، بهذه الطريقة، مما قد يجعل من الصعب على أدمغتنا أن تنطفئ وتسترخي وتغفو.
الاعتياد على البيئة الصاخبة
ذكر المتخصصون في النوم أن الأشخاص يعتادون النوم مع الضوضاء لأنهم نشأوا في بيئات صاخبة.
ويمكن أن تكون الضوضاء في الليل مألوفة بسبب أفعالنا أيضاً، وقالوا: «يمكن تدريب أدمغتنا، تماماً مثل أي شيء آخر. لذلك، إذا بدأ الشخص استخدام الضوضاء لمساعدته على النوم، فسوف يعتاد الحاجة إلى نوع من التحفيز للنوم”.
الضوضاء تقلل من الشعور بالوحدة
يخشى بعض الأشخاص أن يكونوا وحدهم، ومن ثم يشعرون بأن وجود صوت يملأ الصمت هو وسيلة للشعور بوجود أشخاص حولهم. وقد تكون هذه هي الحال بشكل خاص للأفراد الذين فقدوا شريكهم، أو يعيشون بمفردهم لأول مرة.
ق. م
