أسباب الاتزان في الحياة الزوجية

أسباب الاتزان في الحياة الزوجية

إنَّ التوافُق بين الزوجين هو أحد أهم أسباب الاتزان في الحياة الزوجية والتوفيق في جوانبها لكلا الجنسينِ، وفي مراحل العمر شتى، من بداية الزواج وحتى الممات. يُفضي التوافق بين الزوجين على الحياة جمالًا وبهاءً وسعادة لا يعرفها إلا مَن ذاقها، وعلى النقيض نرى أن البيتَ ذا المشاكل في الصباح وفي المساء وفي الأعياد بيتٌ بَشِع للغاية، لذلك نضع بين يدي القارئ الحبيب – سواء المتزوجين منهم أم العزاب – هذه المفاتيح لحياة زوجية طيبة العِشرة؛ عسى الله أن ينفعَ بها إن عُمل بها مجتمعة أو بشيء منها:

– المودة: إنَّ المودة ليستْ مادة مستوردة من كتب الغرب، ولا مستنتجة مِن قصص؛ ولكنها مستقاة مِن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته؛ فيقول عن عائشة رضي الله عنها: “إني رُزِقْتُ حبَّها”، ويمتدحها، ويتكئ على حجرها، ويشرب من مكان شربها. ولعظيم أثر المبالغة في حديث المشاعر بين الزوجين، كان أحد الثلاثة الأسباب التي أبيح فيها الكذبُ، ومنها: “الرجل يُحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها”؛ رواه النسائي. فالزوجةُ تُحبُّ سَماع الكلام الجميل؛ مِن تغزُّل بمحاسنها، وذكرٍ لصفاتها الجميلة، ولربما هو أثمن عندها مِن أي شيء أخر، فكن رومانسيًّا.

– لا للخرَس الزوجي: الخرَسُ الزوجي هو جوٌّ مِن الصمت يُخَيِّم على أرجاء المنزل أو خارجه، كلما اجتمعَا الزوجان لا يجدان ما يتَّحدثان به فيطول السكوتُ، ويمل الشريكُ شريكَه، وتتولَّد المشاكل، فهو يقضي على الأُسُس والأصول التي ينبغي أن تُبْنَى عليها الحياةُ الزوجية. وتأمَّل كيف قصَّتْ عائشةُ رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم حديث أبي زرع وأم زرع الطويل، وفي المقابل ورَد في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدَّث. فلْيُرغم الزوجانِ أنفسهما على الحديث في المفيد، والنظر فيما يستطيب ويميل إليه الشريكُ في الحديث، ولْيَقْصِدَا بذلك التعبُّد لله عز وجل، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

– لا للغضب: هي وصيةٌ نبوية عامة: “لا تغضبْ”، وكرَّرَها ثلاثًا عليه الصلاة والسلام، وهي أكثر أهمية في الحياة الزوجية، فالغضبُ يُؤدي إلى الطلاق وتشتيت الأسرة، وضياع الأولاد، يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: “لبثتُ قاضيًا في محكمة النقض سبعًا وعشرين سنة، فوجدتُ أن أكثر حوادث الطلاق سببُها غضب الرجل الأعمى، وجواب المرأة الأحمق”.

 

موقع إسلام أون لاين