-
خلايا متابعة عبر كل الولايات لرصد أي طارئ ميداني
تتجه الأنظار، اليوم، نحو قطاع التربية الوطنية مع انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا، الحدث الوطني الأبرز الذي يستقطب اهتمام التلاميذ والأولياء والفاعلين التربويين على حد سواء.
ووسط إجراءات تنظيمية وأمنية مشددة، تستقبل مراكز الإجراء في مختلف ولايات الوطن، صباح اليوم، أزيد من 850 ألف مترشحا لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا، الذي يُعد محطة حاسمة في المسار الدراسي للتلاميذ ومفترق طرق نحو المستقبل الجامعي والمهني.
بروتوكولات خاصة لضمان الشفافية ومنع الغش
وقد سخّرت وزارة التربية الوطنية إمكانيات بشرية ومادية ضخمة لضمان السير الحسن لهذا الامتحان الوطني، حيث تمّ إعداد مراكز إجراء، وتأطير المترشحين بآلاف المؤطرين والحراس ورؤساء المراكز، إلى جانب فرق الدعم الإداري والبيداغوجي. كما تم اعتماد بروتوكولات خاصة لضمان الشفافية ومنع الغش، منها منع إدخال الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية إلى قاعات الامتحان، مع إخضاع المترشحين للتفتيش الدقيق قبل الدخول إلى القاعات. ويمتد الامتحان على مدار خمسة أيام، ابتداءً من اليوم، ويتوزع المترشحون على مختلف الشعب: العلمية، التقنية، الأدبية، اللغات، والرياضيات، إضافة إلى شعبة الفنون. وقد حرصت الوزارة على توزيع المواضيع بشكل يراعي محتوى البرنامج المقرر، ويضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين. وفي سياق ضمان أمن العملية الامتحانية، تم التنسيق مع المصالح الأمنية لتأمين محيط مراكز الإجراء، ومنع أية تجاوزات قد تؤثر على السير العادي للامتحان. كما تم تكليف السلطات الولائية بمتابعة مجريات الامتحان وتوفير الظروف المناسبة على المستوى المحلي، خاصة في المناطق النائية والمعزولة.
دعم نفسي ومرافقة تربوية لمساعدة التلاميذ على تجاوز رهبة البكالوريا
ولم تغفل وزارة التربية الوطنية الجانب النفسي، حيث وجّهت تعليمات للمؤطرين بضرورة التعامل الإيجابي مع المترشحين وتقديم الدعم المعنوي اللازم، خاصة وأن الامتحان يتزامن مع ظرف نفسي حساس بالنسبة للتلاميذ.
ومع انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2025، تقف وزارة التربية الوطنية في الخطوط الأمامية لضمان تنظيم محكم لهذا الموعد الحاسم في المسار الدراسي للتلاميذ، مؤكدة ان كل شيء جُنِّد لضمان سير الامتحانات في ظروف مثالية. ومع هذه الاستعدادات، لا تغفل الوزارة عن التهديدات التي قد تمس بمصداقية الامتحان، حيث توجه تحذيرات واضحة وصريحة ضد كل أشكال الغش وتسريب المواضيع، ملوّحة بعقوبات إدارية وقضائية ثقيلة في حق المتورطين. وتذكر وزارة التربية بالإجراءات الرادعة لكل محاولة مساس بنزاهة البكالوريا، التي تبقى محطة مفصلية في حياة كل تلميذ وبوابة عبوره نحو الجامعة والعالم الأكاديمي. وفي هذا الصدد سطرت المديرية العامة للأمن الوطني مخططا خاصا لتأمين امتحان شهادة البكالوريا مشيرة في بيان لها، أن هذه الإجراءات والتدابير الأمنية المسبقة تأتي في إطار “تأمين المراكز الواقعة ضمن اختصاص الأمن الوطني, حيث سيتم استعمال واستغلال كافة الإمكانيات والوسائل الضرورية, من أجل ضمان السير الحسن لهذه الامتحانات الوطنية الرسمية”. ويرتكز هذا المخطط الأمني على “تعزيز التواجد الميداني لقوات الشرطة, لتأمين جميع المؤسسات التربوية التي تجرى بها الامتحانات, مع تكثيف الدوريات الراجلة والراكبة من أجل ضمان تغطية أمنية شاملة وإحباط أي أعمال من شأنها تعكير صفو السير الحسن لهذه الامتحانات”. كما يشمل المخطط أيضا “تأمين عملية نقل مواضيع الامتحانات, انطلاقا من مراكز التجميع إلى غاية المؤسسات التربوية المعنية بالامتحان”, يضيف البيان. وفي ذات الإطار, “تم ضبط برنامج خاص لتسهيل حركة المرور, خاصة عبر الشوارع والطرقات التي تشهد كثافة مرورية, تفاديا لأي حوادث مرورية, مع منع أي توقف عشوائي للمركبات أمام مراكز إجراء الامتحان”, وفقا لما أشار إليه البيان.
الداخلية تكشف عن تدابير استثنائية مكثفة عبر ولايات الوطن
في إطار استكمال التحضيرات الجارية لتنظيم امتحانات شهادة البكالوريا دورة 2025، كشف وزارة الداخلية في بيان لها انه قامت السلطات المحلية عبر مختلف ولايات الوطن في عقد اجتماعات تنسيقية تهدف إلى ضمان تنظيم محكم لهذا الموعد الوطني الهام، حيث تناولت هذه اللقاءات كافة الجوانب التنظيمية واللوجستية المتعلقة بالامتحانات، لضمان سيرها في أحسن الظروف. وقد شُكلت في هذا السياق لجان ميدانية عبر الولايات، باشرت تنفيذ زيارات تفقدية إلى المؤسسات التربوية المعنية، من أجل رصد مدى جاهزيتها ورفع أي نقائص مسجلة ميدانيًا، مع التأكيد على التكفل الفوري بها. كما تم توفير وسائل وتجهيزات احتياطية لضمان التدخل السريع في حال حدوث أي طارئ. وتضمنت الإجراءات المعتمدة تهيئة مراكز الامتحان وفق المعايير المطلوبة، وذلك من خلال توفير كل التجهيزات الضرورية. وشملت العملية صيانة شبكتي الماء والكهرباء داخل المؤسسات، إضافة إلى تجهيز القاعات بأجهزة التكييف، خاصة في الولايات الجنوبية التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة خلال فترة الامتحانات. وفي إطار تحسين الظروف المعيشية داخل المراكز، تم التأكيد على ضرورة توفير المياه الصالحة للشرب في جميع مراكز الامتحان. كما جرى تخصيص خدمات الإطعام لفائدة المؤطرين والمترشحين، لا سيما في المراكز الداخلية أو الواقعة في مناطق نائية، مع الإلزام بالالتزام الصارم بمعايير النظافة وجودة الوجبات المقدمة.
تجهيز مرافق خاصة لإيواء المؤطرين
وشددت الاجتماعات التحضيرية على أهمية تأمين نقل مواضيع الامتحانات بشكل محكم وآمن، بما يضمن سلامة العملية من بدايتها إلى نهايتها. كما تم توفير وسائل نقل لفائدة المترشحين في بعض المناطق، وتجهيز مرافق خاصة لإيواء المؤطرين، بما يضمن راحتهم وييسر أداء مهامهم خلال فترة الامتحانات. كما تم اتخاذ تدابير دقيقة لتعزيز الجوانب الصحية والأمنية، من خلال تخصيص قاعة علاج مجهزة بطاقم طبي داخل كل مركز امتحاني، لضمان التدخل السريع في حال تسجيل أي حالات صحية طارئة. وقد تم إشراك مصالح الحماية المدنية، مع تأمين المراكز من طرف مصالح الأمن الوطني، حرصًا على ضمان السير الحسن للعملية الامتحانية. وتندرج هذه التدابير ضمن جهود الدولة الرامية إلى ضمان تنظيم مثالي للامتحانات، في ظروف تنظيمية، أمنية وصحية مثلى، تعكس حرص السلطات على تكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين على المستوى الوطني. وقد شملت هذه التحضيرات ولايات متعددة منها: سيدي بلعباس، الجلفة، أدرار، الشلف، أم البواقي، بشار، تبسة، تلمسان، سعيدة، قالمة، المدية، المسيلة، بومرداس، الطارف، تندوف، عين تموشنت وتيميمون، وهو ما يعكس الطابع الوطني الشامل لهذه العملية.
سامي سعدد